الخليج والعالم
كيف أسقط "كورونا" الهالة الأميركية؟
تحدث الكاتبان كيرت كامبل و وراش دوشي في مقالة نشرتها مجلة "فورين أفيرز" الأميركية عن الأبعاد الجيوسياسية لفيروس "كورونا"، وأشارا إلى أن الفيروس "هدد مكانة أميركا على صعيد العالم".
واعتبر الكاتبان أن "واشنطن اخفقت في رد فعلها الاولي على إنتشار الفيروس، وأضافا أنه "تبين أن القطاعين العام والخاص في أميركا لم يكونا جاهزان لإنتاج وتوزيع الأدوات المطلوبة لإجراء الفحوصات وإتخاذ تدابير اخرى لمواجهة انتشار الفيروس".
وتابعا أن "الصين تتخذ خطوات سريعة من أجل الإستفادة من أخطاء الولايات المتحدة وتقوم بملىء الفراغ لتلعب دور "زعيم العالم" في مواجهة الكورونا"، ولفتا إلى أن "بكين تقدم الدعم المادي لدول أخرى تواجه إنتشار الفيروس".
الكاتبان أضافا أن "الصين اشترت وأنتجت كميات هائلة من أجهزة التنفس والكمامات مع بداية إنتشار "كورونا" داخل البلاد، لتصبح اليوم في موقع يسمح لها بتوزيع هذه التجهيزات إلى دول أخرى"، وذكرا أنها "قدمت الدعم لدول مثل إيطاليا وإيران وصربيا".
وقال الكاتبان إن "تفوق الصين في موضوع المساعدات المادية لمواجهة فيروس "الكورونا" يتعزز، باعتبار أن جزءًا كبيرًا من العالم يعتمد على المنتوجات الصينية لمواجة الفيروس"، وأشارا إلى أن "الصين كانت من اكبر الدولة المنتجة للكمامات في العالم، وزادت من إنتاجها عشرة أضعاف الآن، ما منحها القدرة على توزيعها إلى العالم".
كما لفتا إلى أن "الصين تنتج غالبية المكونات الصيدلانية المستخدمة في إنتاج المضادات الحيوية، التي تلعب دورا اساسيا في معالجة الاعراض الجانبية لفيروس "كورونا"، في وقت تفتقد الولايات المتحدة إلى المخزون والقدرة على التعامل مع الوضع داخل البلاد، ناهيك عن تقديم المساعدات إلى الخارج".
وأضاف الكاتبان إن "حصة الصين من سوق المضادات الحيوية في اميركا تزيد عن 95%، وأن اغلب المكونات لإنتاج المضادات الحيوية لا يمكن أن تنتج محلياً داخل أميركا"، ولفتا إلى أن واشنطن لم تعد قادرة على تقديم المساعدات للصين ودول أخرى في ظل احتياجات الداخل الاميركي للتعامل مع الفيروس.. أما بكين فتعرض المساعدات بينما العالم هو في أمس الحاجة لها".
وبحسب الكاتبين، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تلعب دورا رياديا للإستجابة لإنتشار الفيروس، ولم تقم بالتنسيق مع حلفائها حتى"، وأشارا إلى أن "واشنطن لم تبلغ الدول الحليفة الاوروبية مسبقاً قبل فرضها حظر سفر على القادمين من أوروبا".
وأشارا إلى ان "الصين من جهتها نظمت حملة دبلوماسية مكثفة لمشاركة المعلومات مع عشرات الدول ومئات المسؤولين حول الفيروس والتجربة الصينية في مواجهته"، مؤكدين ضرورة أن تتعاون الولايات المتحدة مع الصين بدلاً من الدخول في حرب كلامية معها حول قضية فيروس الكورونا.
إدارة ترامب كانت تدرك التداعيات المحتملة لإنتشار وباء على غرار فيروس "الكورونا"
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تدريبات نظمتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، تحاكي إنتشار وباء انفلونزا، خلال الفترة الممتدة بين شهر كانون الثاني/يناير وآب/اغسطس العام الماضي.
وقالت الصحيفة إن "نتائج هذه التدريبات كشفت مدى عدم جهوزية الحكومة الأميركية لمواجهة فيروس ليس له علاج"، مضيفة أن "تداعيات عدم معالجة الثغرات تترجم اليوم على الأرض داخل الولايات المتحدة مع إنتشار "الكورونا"".
وأشارت إلى ان "هذه التدريبات لم تكن التحذير الأول"، إذ حاولت إدارات اميركية سابقة تحديد الثغرات في كيفية التعامل مع حالة إنتشار وباء".، مضيفة أن "المسؤولين في إدارة اوباما نظموا للمسؤولين في إدارة ترامب تدريبات حول كيفية الرد على حالة إنتشار وباء، وذلك اوائل عام 2017 مع نهاية حقبة اوباما قبل تنصيب ترامب رئيساً".
الصحيفة قالت إن "ذلك يؤكد من دون شك أن إدارة ترامب كانت تدرك التداعيات المحتملة لإنتشار وباء على غرار فيروس "الكورونا"".
وأضافت أن "الموضوع يعود إلى حقبة جورج بوش الإبن، حيث حدد المسؤولون الأميركيون حينها ثغرات كبيرة في "الرد الأميركي" على الهجمات البيولوجية وأدركوا أن هناك خطرا متزايدا من إنتشار الاوبئة".
وأردفت الصحيفة أن "الإختبار الاول جاء في شهر نيسان/ابريل عام 2009 بعد بضعة اشهر من تسلم اوباما الرئاسة"، لافتة إلى أنه "تم وقتها تشخيص فتاة تبلغ من العمر عشرة اعوام بانفلونزا الخنازير (المعروف أيضاً بإسم H1N1).
كما أشارت إلى ارقام صادرة عن مراكز معروفة افادت ان عدد حالات إنفلونزا الخنازير داخل الولايات المتحدة بلغ حوالي 60.8 حالة، من بينهم 274,304 حالة احتاجوا العلاج في المستشفى و12,469 حالة وفاة.
وتابعت أن "مستشارة الأمن الداخلي لأوباما ليزا موناكو قامت بتنظيم تدريبات لمسؤولين كان قد إختارهم ترامب، مثل وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون وغيره، وذلك من Hجل تحديد الاستجابة المناسبة لإنتشار الإنفلونزا القاتل".
ونقلت الصحيفة عن موناكو قولها إن "التدريبات هذه كانت تحاكي إنتشار إنفلونزا جديد لا يوجد له لقاح، وتحاكي المشاكل التي ستواجهها الولايات المتحدة على صعيد دور رعاية المسنيين ونقص في أجهزة التنفس".