الخليج والعالم
تونس بمواجهة كورونا: انعكاسات سلبية على الاقتصاد
تونس - روعة قاسم
تواجه تونس كما غيرها من دول العالم فيروس كورونا المستجد، العدو الخفي، الذي أدى الى إصابة 24 حالة حتى الآن بحسب وزارة الصحة التونسية وذلك بإجراءات عديدة منها اطلاق حملة "شد دارك" لحثّ المواطنين على البقاء في منازلهم من أجل تفادي العدوى. ولئن لم تصل البلاد بعد الى المرحلة الثالثة من هذا الوباء، الا أنها بدأت باتخاذ وتنفيذ إجراءات هذه المرحلة الأخطر، مع كل ما يتطلبه ذلك من حزم ودقة في التعامل مع هذا الوباء المتفشي في أصقاع العالم.
فقد تمّ تعليق الرحلات البرية والبحرية والجوية ومنع التجمعات بما فيها صلوات الجمعة والجماعة مع فرض توقيتين للعمل في المؤسسات الإدارية منعا للاكتظاظ ، وفي الآن نفسه من أجل ضمان سلامة سير القطاعات الحيوية في بلد يعاني أصلًا من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، وجاء هذا الفيروس ليزيد من وطأة معاناته.
ويرى الخبير الاقتصادي التونسي معز الجودي لموقع "العهد" أن هناك تداعيات كبيرة لهذا الفيروس على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد مع تفاقم عدد الحالات، لأن الاقتصاد الوطني في حالة ركود مبينًا أن نسبة النمو لم تتجاوز العام الماضي الـ 1 بالمئة. ويقول: "هناك غياب للانتعاشة في الاقتصاد مع ضعف الاستثمارات ومناخ عمل متدني ونقص الإنتاج".
ويرى محدثنا بأن الوضع السياسي والتجاذبات والصراعات الدائرة بين الأحزاب الكبرى أثّر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي المالي وهذا ما يستوجب القيام بإصلاحات كبيرة لإنقاذ الوضع الراهن، معتبرًا أن قرار البنك المركزي التونسي، التخفيض من سعر الفائدة الرئيسة بـ 100 نقطة فنزلت الى 6.75 بالمئة من 7.75 بالمئة، هو قرار هام واحدى أهم وسائل مواجهة تبعات كورونا السلبية، خشية من أن يلحق هذا الفيروس ضرارًا كبيرًا بالاقتصاد الوطني الهش والذي يعاني صعوبات جمة.
الخبير الاقتصادي التونسي يتوقع أن تتراجع إيرادات قطاع السياحة خاصة أن آذار / مارس هو شهر الحجوزات الفندقية لفصل الصيف، وتعوّل الحكومة التونسية على الموسم السياحي لرفد موازنتها، مضيفًا "الاقتصاد التونسي يشهد تضخمًا كبيرًا ووصل الشهر الماضي الى حدود 5.8 بالمئة".
الجدير ذكره أن فيروس كورونا خلّف حالة من الهلع في الشارع التونسي وسط تهافت كبير من مختلف الشرائح على شراء وتخزين السلع الرئيسية. كما شهدت الأسواق فقدان مواد عديدة مثل الطحين والسميد، وذلك رغم تطمينات الحكومة بأن هذه السلع موجودة وان البلاد لديها مخزون استراتيجي كاف من القمح للأشهر القادمة.
اليوم هناك أكثر من 6000 حالة حجر صحي الزامي بحسب وزارة الصحة وسط مساعي بأن تتجنب تونس سيناريو إيطاليا وفرنسا واسبانيا كي لا تقع في الأسوأ، خاصة مع النقص الذي تشهده البلاد في المعدات الصحية اللازمة لمواجهة هذا الفيروس المتفشي.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أعلن حظر تجوال جزئي في كامل البلاد، بداية من اليوم الأربعاء، بين السادسة مساء والسادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، مؤكدًا في كلمته أنه "أصدر أمر حظر التجول إلى القوات العسكرية وقوات الأمن الداخلي للقيام بدوريات مشتركة في كامل تراب البلاد".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024