الخليج والعالم
الحروب الأميركية الأبدية ليست محصورة في أفغانستان
تناولت الكاتبة سارة ليا واتسن -وهي المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2004 و2019 في منظمة "هيومن رايتش ووتش"- العدوان الأميركي الأخير على العراق والذي أودى بحياة ستة عراقيين.
وفي مقالة نشرها موقع "Responsible Statecraft"، قالت واتسن إن التصعيد الأخير الحاصل في العراق يثبت أن الحروب الأميركية الأبدية ليست محصورة في أفغانستان.
ولفتت الكاتبة إلى تصويت البرلمان العراقي بتاريخ الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي بخروج القوات الأميركية من العراق، وأشارت إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق عادل عبد المهدي أعرب عن رغبة حكومته بخروج القوات الأميركية خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتاريخ التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي.
الكاتبة قالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفضت إخراج القوات الأميركية، وأضافت إن ذلك يعني فعليًا أن الولايات المتحدة تستأنف دورها كقوة احتلال غير شرعية في العراق، مشيرة إلى تهديد ترامب بفرض عقوبات على البلد.
عقب ذلك، أشارت الكاتبة إلى أن الحكومة العراقية سمحت للولايات المتحدة بإرسال قوات إلى العراق لسبب وحيد هو المشاركة في "التحالف الدولي ضد داعش"، كما نبهت إلى أن الحكومة العراقية لم تسمح للولايات المتحدة بإنشاء قواعد خاصة بها، وإلى أن الجنود الاميركيين هم في قواعد عراقية، مضيفة أنه لا يوجد اتفاق بين العراق والولايات المتحدة حول تمركز قوات أميركية في البلاد، بل هناك رسالة تنص على خروج القوات الأميركية بعد عام واحد من مطالبة الحكومة العراقية بذلك.
الكاتبة تحدثت أيضًا عن انتهاكات أميركية فاضحة للسيادة العراقية خاصة خلال حقبة دونالد ترامب، وأشارت في هذا السياق إلى أن ترامب وصل إلى قاعدة عين الاسد في شهر كانون الاول/ديسمبر عام 2018 على الرغم من تحذير المسؤولين العراقيين من أن وجوده في هذه القاعدة يعتبر إهانة للسيادة العراقية. كما لفتت إلى أن رئيس الوزراء العراقي آنذاك عادل عبد المهدي رفض لقاء ترامب.
وتابعت الكاتبة أن اغتيال قائد قوة القدس السابق اللواء قاسم سليماني كان عملاً حربيًا ارتكبته الولايات المتحد ضد إيران وشكل في نفس الوقت انتهاكا للسيادة العراقية، كما لفتت إلى أن هذا العمل شكّل انتهاكًا للتفاهم بين واشنطن وبغداد بضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بالحصول على موافقة الحكومة العراقية قبل القيام بأية هجمات.
وقالت الكاتبة إن إدارة ترامب لم تعد تدعي حتى أن مهمتها في العراق هي محاربة "داعش"، مشيرة إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية صرحوا علنًا بأنّ "الوجود الأميركي في العراق هو من أجل مراقبة إيران وكبح النفوذ الإيراني في العراق".
كذلك أضافت الكاتبة أن وجود القوات الأميركية هو الذي يجعل الوضع خطيرا بالنسبة لكل من الحكومة العراقية والشعب العراقي، وأيضا للجنود الأميركيين أنفسهم.
وخلصت الكاتبة الى أن الوجود الأميركي في العراق غير مرغوب فيه وغير قانوني و"غير مفيد".