الخليج والعالم
قمة موسكو.. لعبة أردوغان في سوريا انتهت
رأى الضابط الاستخباراتي السابق في قوات "المارينز" الأميركية سكوت ريتر في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" أن المواجهات التي شهدتها مدينة إدلب السورية خلال الأسابيع الأخيرة، كانت أكثر المعارك حسما في الحرب وشكلت اختبار إرادة سياسية بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلادمير بوتين.
وأشار الكاتب إلى أن "معركة سراقب، التي خاضها الجيش السوري وحلفاؤه من جهة والجيش التركي ومرتزقته من جهة أخرى، لم تكن مجرد مواجهة بين الجيشين، بل شكلت اختبار إرادة سياسية بين الطرفين"، مضيفا أن "التاريخ سيثبت أن تركيا خسرت في كلا المجالين (السياسي والعسكري)".
وتابع ريتر أن "تركيا لم تنفذ التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية سوتشي، مثل إنشاء مناطق منزوعة السلاح ونزع الأسلحة الثقيلة وإخراج المجموعات الإرهابية من منطقة "خفض التصعيد".
وقال إن "أردوغان توجه إلى موسكو بعدما أدرك أن "اللعبة انتهت"، وتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد مع بوتين"، مضيفا أن "قمة موسكو كانت قاسية بالنسبة لأردوغان، خصوصا أنه ابرم وثيقة كانت أشبه "بوثيقة لستسلام" بالنسبة للأتراك، كما اضطر إلى الموافقة على "منطقة خفض تصعيد" وفقاً للخطوط الميدانية الجديدة بعد التقدم الذي احرزه الجيش السوري وحلفاؤه".
ولفت الكاتب إلى أن "تركيا لم تحصل على منطقة "حظر طيران" فوق إدلب، بينما بقي شرط قيامها بنزع سلاح كافة الجهات المنتمية للمنظمات الإرهابية".
الكاتب اعتبر أن "روسيا ضمنت الانتصارات لسوريا، دون ان تقدم شيئا لتركيا سوى اجبارها على وقف لإطلاق النار يحافظ على ماء الوجه"، مضيفا أن "أهداف معركة سراقب بالنسبة لسوريا وروسيا تمثلت بإعادة السيادة السورية إلى جميع مناطق البلاد، أما الجانب التركي فكان يسعى إلى تأمين سيطرته ونفوذه في إدلب، إلا أن انقرة خسرت على الصعيدين".
ووصف ريتر أداء الجيش التركي في المعارك ضد الجيش السوري وحلفائه بـ"المزري"، وقال إن "هذه المعارك قضت على أي آمال كان يحملها اردوغان لجهة فرض إرادة تركيا على دمشق أو موسكو"، مضيفا "أن أنقرة باتت تعلم أنه لن يكون هناك اي حل عسكري تركي في إدلب".