الخليج والعالم
باع واشنطن الطويل في احتضان الإرهاب
تحدث أشهر الباحثين الغربيين المتخصصين بالجموعات الإرهابية توماس هيغامير عما جرى خلال المراحل الأولى من الحرب على سوريا، وكيف سمحت حكومات الدول الغربية وعدد من حكومات دول المنطقة لمواطنيها بالذهاب إلى سوريا للانضمام إلى صفوف المجموعات المسلحة المعادية للحكومة السورية.
الكاتب شبّه ما حصل في سوريا مع أحداث وقعت عام 1978، مُستحضرًا جمع الإرهابيَين عبدالله عزام وأسامة بن لادن في ذلك العام في مدينة إنديانابوليس الأميركية مطلع عام 1978.
الكاتب النروجي قال في مقالة نشرتها مجلة "ذي أتلانتك" إن اللقاء شكّل لحظة تاريخية أدت إلى نشوء "شبكة جهادية" داخل الولايات المتحدة، وفق تعبيره، مضيفًا إن حصول هذا اللقاء على الأراضي الأميركية لم يكن من باب الصدفة، إذ إن الولايات المتحدة "وخلافا لدول أخرى في الشرق الأوسط سمحت لهم ولإسلاميين آخرين بممارسة مختلف النشاطات على أراضيها، بما في ذلك تجنيد الأتباع.
وتحدث الكاتب عن "استغلال الراديكاليين للبيئة الأميركية خلال حقبة الثمانينات، وقال إن "أميركا كانت من أكثر البيئات ترحيبًا بتجنيد من أسماهم "الجهاديين" لأكثر من عقد من الزمن"، على حد قوله.
عقب ذلك، لفت الكاتب إلى أن عزام وابن لادن قاما بتأسيس ما يسمى "مكتب خدمات المجاهدين" بعد أعوام قليلة من لقائهما في الولايات المتحدة، وأشار إلى أنه تمّ تأسيس المكتب في منطقة بيشاور الباكستانية، وذلك بهدف تجنيد المقاتلين للمشاركة في الحرب في أفغانستان ضد الإتحاد السوفييتي، وأردف أن عزام قاد مساع عالمية على صعيد التمويل والتجنيد "وخاصة من دول الخليج والولايات المتحدة".
وأشار الكاتب إلى أن عزام زار الولايات المتحدة مرة كل عام على الأقل منذ عام 1981، وإلى أن زياراته شملت كلًا من نيويورك وتكساس وكاليفورنيا وسياتل وولايات أميركية أخرى، وتابع أن الرسالة التي كان يحملها خلال هذه الزيارات كانت "ضرورة مشاركة المسلمين في الولايات المتحدة بالحرب ضد الإتحاد السوفييتي في أفغانستان، أو على الأقل التبرع بالمال".
ولفت في الوقت نفسه إلى أن عزام كان يلقي الخطابات أمام حشود كبيرة وفي مناسبات علنية خلال زياراته إلى الولايات المتحدة.
الكاتب أضاف أن الولايات المتحدة كانت البلد الوحيد باستثناء باكستان الذي سمح لعزام بتأسيس فرع رسمي لما سُمي "مكتب خدمات المجاهدين" على الأراضي الأميركية.
وقال الكاتب إن واشنطن كانت في الخندق نفسه مع عزام وقتها في مواجهة الإتحاد السوفييتي في أفغانستان، وإلى أن الاهتمام كان منصّبًا على خروج القوات السوفياتية من أفغانستان وليس على انضمام مواطنين أميركيين إلى الحرب ضد القوات السوفييتية.
وخلص إلى أن الدول الأوروبية قامت بتشديد الإجراءات ضد "المقاتلين الأجانب" فقط عندما بدأت التهديدات بشن الهجمات على الأراضي الأوروبيّة.