الخليج والعالم
هل سيكون مصير اتفاق موسكو مثل سوتشي؟
فشلت قمّة موسكو بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقاربة عدد كبير من النقاط الحسّاسة. القمّة التي استمرّت لساعتين، خرجت ببيان من ثلاث نقاط أولها وقف النشاطات العسكرية في إدلب، بدءاً من منتصف ليلة الخميس ـ الجمعة، وثانيها إقامة "منطقة آمنة" على امتداد طريق "M4"، بعرض 6 كلم شمالاً و6 كلم جنوباً، على أن تقرّر القيادتان العسكريتان للبلدين التفاصيل التقنية خلال أسبوع ينتهي في 15 الشهر الجاري، وثالثها تسيير دوريات مشتركة تركية - روسية على امتداد طريق "M4" من منطقة ترنبة غربي سراقب إلى منطقة عين الحور غرباً.
وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي السوري خالد سرحان في حديث مع موقع "العهد" الإخباري أنّ "وقف إطلاق النار وتسيير الدوريات المشتركة الروسية - التركية على الطريق الدولي M4 ليس إلا مجرد استراحة محارب، فالهدنة التي أعلن عنها في موسكو اليوم لن تصمد طويلاً، ولكن يمكن القول إن الروس نجحوا بإنزال الرئيس التركي عن أعلى الشجرة وجعلوا سقف طموحاته وتصريحاته ينخفض لأدنى المستويات وهذا ما تجلى بوضوح بإذعان ورضوخ تركيا للتعديلات التي أدخلت على اتفاقية سوتشي".
وأضاف سرحان أنّ "التجارب الكثيرة السابقة أكدت أن الإرهابيين لن يلتزموا، وغالباً فإن هجمات جماعات "هيئة تحرير الشام" التي تضم "جبهة النصرة" وأخواتها من الجماعات الراديكالية الإرهابية المتشددة نحو مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم لن تتوقف وتفاهمات سوتشي وآستانا لن تبصر النور إلا بالحديد والنار كما حدث في معرة النعمان وخان شيخون وسراقب".
وقال سرحان : "إن لم تتفهم المجموعات المسلحة التي تعتبرها الدول الغربية معتدلة حقيقة وخطورة الموقف والأوضاع الراهنة وتفك ارتباطاتها بالتنظيمات الراديكالية الإرهابية، فالأمور مقبلة نحو سياسة الأرض المحروقة التي لا تبقي كل تلك الجماعات ولن تقتصر المسألة على سياسة القضم البطيء بل ستشمل هجمات الجيش السوري على كل مواقع الإرهابيين في كل ادلب".
وختم سرحان قائلا إنّ "روسيا نجحت إلى حد كبير في تحييد تركيا عن المشهد السوري تدريجياً، والكرة باتت في ملعبها الآن والأيام القادمة حافلة بالتطورات الدراماتيكية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024