الخليج والعالم
علاوي يعتذر عن تكليفه بتشكيل الحكومة والرئيس العراقي يُطلق مشاوراته لاختيار بديل
بعدما قدم رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي رسالة لرئيس الجمهورية برهم صالح أعلن فيها اعتذاره عن تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح البدء بمشاورات لإختيار مرشح بديل لرئاسة الحكومة خلال مدة خمسة عشر يوما في نطاق مسؤولياته الدستورية والوطنية، داعيًا القوى النيابية إلى العمل الجاد من أجل التوصل إلى اتفاق وطني حول رئيس الوزراء البديل.
وجاء في جانب من رسالة علاوي: "عندما تم تكليفي كنت قد وعدت الشعب بأني سأترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية لغرض تمرير أجندة معينة على الحكومة التي أعتزم تشكيلها، وعليه كان قراري تشكيل حكومة مستقلة من أجل العمل دون التزامات حزبية أو ضغوطات من أجل الإسراع بتنفيذ مطالب الشعب، وأني على علم تام بأن الإصرار على هذا الشرط سيكلفني تمرير حكومتي، لأن الجهات التي غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية ستكون أول متضرر... وأني لو قدمت التنازلات لكنت الآن مباشرًا بعملي كرئيس لوزراء العراق، ولكني مع كل هذا حاولت بكل الطرق الممكنة من أجل إنقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول ومن أجل حل الأزمة الراهنة، ولكن أثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحته بشيء"، وأضاف: "كنت أمام معادلة، منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي والاستمرار بالمنصب على حساب معاناته فكان الخيار بسيطًا وواضحًا وهو أن أكون مع شعبي الصابر، وخاصة عندما رأيت أن بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب".
وتابع "وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن كان واضحًا، فمن عدم تحقيق النصاب لمرتين متتالية إلى حملات الافتراء والكذب والتزييف للحقائق وصولا إلى يومنا هذا ولا نعلم بعدها إلى أين ممكن أن يصل المتاجرون بهموم شعبنا".
وقال مخاطبًا نواب البرلمان: "شكرًا لمن وقف وساندني بدون أن يطالب بمناصب واسمحوا لي أن أقول لكم أنتم أمام أمانة تاريخية لا تتعلق بانتمائكم أو حزبكم ولا تتعلق حتى بكم إنما تتعلق بالعراق وحده، هذه الأمانة تستوجب عليكم أن تتولوا زمام المبادرة وأن تأخذوا دوركم الأساسي من أجل فرض رؤيتكم لتصحيح مسار الأمور، فالقرار قراركم لا قرار شخص آخر فمن يفاوض باسمكم يسعى إلى منصب ووزارة من أجل مصالحه الخاصة لا من أجل حزب أو مكون".
وفي التعليقات على هذا التطوّر، اعتبر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر اعتذار علاوي عن تشكيل الحكومة نابعا من حبه للعراق، وأكد في تغريدة على حسابه على "تويتر" براءته ممن وصفهم بالفاسدين الذين قال إنهم يتلاعبون بمصائر الشعب العراقي.
من جهته، وجّه رئيس تحالف "الوطن أولا" في البرلمان مثنى السامرائي دعوة لعلاوي لكشف أسرار حوارات تشكيل حكومته معبرا عن أمله في تجاوز العراق التداعيات السياسية الحالية .
كذلك قال النائب عن تيار "الحكمة" علي العبودي إن النتائج كانت متوقعة، مشدّدًا على ضرورة أن تأخذ أية حكومة يتم تشكيلها بنظر الاعتبار وجهات نظر القوى الكردية والسنية
بدوره، قال عضو البرلمان عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ديار برواري إن القوى الكردية ترفض ما أسماها فرض الإرادات من قبل علاوي.