الخليج والعالم
هذه الأوبئة القاتلة شغلت العالم خلال العقدين الأخيرين.."كورونا" ليس أخطرها
يثير اليوم الفيروس التاجي "Covid-19" وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة الحادّة المعروف باسم "كورونا" قلقا وهلعا شديدين وأزمات في مختلف دول العالم، مع حصاده آلاف المُصابين، مصحوبًا بحالة من الاستنفار القصوى على مستوى الدول والمؤسسات والأشخاص.
وفي مراجعة لمسلسل الأوبئة التي شغلت العالم في العقدين الأخيرين الى اليوم، يتضح أن "كورونا" ليس الأخطر.
فيما يلي قائمة بأبرز الأوبئة والفيروسات التي انتشرت في العالم على مدى العشرين عامًا الأخيرة:
وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد "سارس" SARS
ظهر وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد "سارس"، المعروف علميًا أيضا بالمتلازمة التنفسية الحادّة الوخيمة، في إقليم غوانجدونغ في جنوب الصين في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، وقد أصاب أكثر من 8 آلاف شخص، وتسبب بوفاة أكثر من 800 شخص في العالم، حوالي 350 منهم في الصين، وقد أثار هذا الفيروس موجة ذعر عالمية.
فيروس "سارس"-كما كورونا-من عائلة الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، ويعتبر أول وباء ناشئ في القرن الـ21، وتم الإبلاغ عنه لأول مرة في آسيا في أواخر عام 2002، وانتشر إلى أكثر من 24 بلدا في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوربا وآسيا قبل أن يتم احتواؤه.
أعراض "سارس" بشكل عام تشمل الحمى الشديدة والصداع والقشعريرة والأوجاع وآلام العضلات، بالإضافة إلى السعال الحاد.
إنفلونزا الطيور "إتش 5إن1"
إنفلونزا الطيور هو في العادة مرض فيروسي معدٍ يصيب الطيور (لا سيما الطيور البرمائية مثل البط والإوز)، إلا أن بعضا من الفيروسات المسببة لهذا المرض (تبلغ نحو 12 فيروسا) تمكن من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإحداث مرض أو عدوى بين البشر أو الثدييات الأخرى.
اجتاحت إنفلونزا الطيور بداية مزارع دجاج بهونغ كونغ قبل انتقالها إلى البشر، ودفعت منظمة الصحة لإعلان حالة طوارئ صحية عامة.
وقد خلف الوباء –الذي بدأ بالانتشار عام 2003- حوالي 400 حالة وفاة بعدما تفشى في آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، وأجزاء من أوروبا.
تم تشخيص هذا المرض لأول مرة في إيطاليا قبل أكثر من قرن، وكان يسمى "طاعون الطيور"، وتم تسجيل إصابة البشر به لأول مرة في العام 1997.
من أعراض هذا المرض السعال والحمى والتهاب الحلق والصداع وضيق التنفس والغثيان والإسهال والشعور بآلام في العضلات، ويمكن أن تكون له مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي، إضافة إلى احتمال حدوث خلل في وظائف الكلى ومشاكل في عضلة القلب.
إنفلونزا الخنازير "إتش1إن1"
انتشر الفيروس "إتش1 إن1" -الذي يسبب إنفلونزا الخنازير- عامي 2009 و2010 بين البشر، حيث ظهر هذا الوباء في المكسيك أواخر آذار/مارس 2009، وفي 11 حزيران/يونيو من العام نفسه أطلق إنذار من خطر انتشار الوباء على نطاق واسع، ورُفع في 10 آب/أغسطس 2010.
وأحصت منظمة الصحة العالمية 18500 وفاة عبر العالم بهذا الفيروس خصوصا في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وبعض المناطق من شرق آسيا، بما في ذلك الصين واليابان. وسجلت أكثر حالات الإصابة في المكسيك والولايات المتحدة وكندا.
ونظرا لانتشار الوباء على نطاق واسع آنذاك، رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الخامسة، وهي أعلى مرحلة من الإنذار، قبل أن تقرر العودة إلى المرحلة الثالثة، وفي أغسطس/آب 2010، أعلنت المنظمة انتهاء هذا الوباء العالمي بإيجاد الدواء الشافي منه.
وباء "إيبولا"
مرض فيروس "إيبولا" يعرف سابقا باسم حمى "الإيبولا النزفية"، وينتقل إلى الإنسان من الحيوانات البرية، ويبلغ معدل إماتته نسبة 50% تقريبا.
ظهر مرض فيروس "إيبولا" لأول مرة عام 1976، حيث تفشى في السودان وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي اندلع فيها في قرية تقع على مقربة من نهر "إيبولا"، ومنه اكتسب المرض اسمه.
في كانون الأول/ديسمبر 2013، انتشر الفيروس إيبولا القاتل شديد العدوى بسرعة عبر غينيا، إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، ليعرف بعدها باسم فاشية "فيروس إيبولا في غرب أفريقيا" الأمر الذي كاد يتسبب بانهيار اقتصادات البلدان الثلاثة، وخلال ذلك العام، توفي حوالي 6000 شخص جراء الفيروس.
كما انتشر في السنغال ومالي ونيجيريا والولايات المحتدة الأميركية.
وعاد الوباء ليضرب مجدداً في العام 2018، وهذه المرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم، من بين حوالي 3300 إصابة تم تأكيدها.
ينتقل وباء "إيبولا" بين البشر عن طريق الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم، وقد ينتقل أيضا عن طريق ملامسة الأسطح أو الأشياء والأدوات الملوثة بالفيروس مثل الإبر والحقن.
"الملاريا"
الملاريا مرض يسبّبه طفيلي يدعى "المتصورة"، ينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك، ومن أعراضه الحمى والصداع والتقيّؤ والإعياء الشديد.
يصاب كل عام ما يقرب من 210 ملايين شخص بالملاريا، ويتسبب في موت حوالي 440 ألف شخص، وهو شائع بالخصوص في العديد من الدول الإفريقية.
ويعد هذا المرض من أقدم الأوبئة المهددة للبشرية، إذ يعود تاريخه إلى ما يقارب 4000 عام.
ينتشر الملاريا في المناطق الجنوبية للصحراء الكبرى في أفريقيا حيث يتم تشخيص نحو 500 ألف إصابة سنويا، وتشير التقديرات ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻔﻼ ﻳﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ بسبب ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ.
ووفقا لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية التي صدرت في كانون الأول/ديسمبر 2016، بلغت حالات الإصابة بالملاريا 212 مليون حالة وحالات الوفاة 429000 في عام 2015، وفي الفترة ما بين عامي 2010 و 2015، انخفض معدل الإصابة بالملاريا بين السكان المعرضين للمخاطر بنسبة 21% على الصعيد العالمي؛ وخلال الفترة نفسها، انخفضت معدلات الوفيات من جراء الملاريا بين السكان المعرضين للمخاطر بنسبة 29%. وتم تفادي ما يقدر بنحو 6.8 مليون حالة وفاة من جراء الملاريا على مستوى العالم منذ عام 2001.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024