معركة أولي البأس

الخليج والعالم

جبهة إدلب.. خيارات تركيا محدودة في ظلّ انكساراتها ميدانيًا
29/02/2020

جبهة إدلب.. خيارات تركيا محدودة في ظلّ انكساراتها ميدانيًا

رأت مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخبارتية أن "ما جرى مساء يوم الخميس الماضي من توتر بين الجيشين السوري والتركي على جبهة إدلب، يؤكد أن خيارات أنقرة في سوريا باتت محدودة"، مشيرة إلى أن "غياب الدور القيادي الأميركي في إدلب، عزز فرص روسيا لرسم مسار الأحداث على الارض في سوريا".

وقالت المجموعة في تقرير لها إن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يستطع إقناع نظيريه الروسي فلادمير بوتين والسوري بشار الأسد بـ"سحب القوات التي تحاصر المواقع العسكرية التركية الموجودة داخل الاراضي السورية""، مضيفة إن "المطالبة بتدخل حلف "الناتو" استنادًا إلى البند الخامس من ميثاق الحلف هو أمر مستبعد، خصوصا أن عملية استهداف الجنود الأتراك حصلت على الاراضي السورية وليس التركية".

ولفتت المجموعة إلى تصريحات أردوغان حول فتح الحدود التركية والسماح لملايين اللاجئين السوريين بالتوجه إلى أوروبا، معتبرة أن هذا القرار يشكل محاولة واضحة لابتزاز اوروبا، وحذرت من أن "دخول موجة جديدة من اللاجئين السوريين إلى أوروبا سيتسبب باضطراب سياسي وقد يؤدي إلى ردود فعل من قبل مجموعات يمينية".

وأشارت إلى أن "تركيا تسعى إلى استغلال موضوع اللاجئين كورقة ضغط في المفاوضات الجارية حول احتياطات الطاقة في شرق المتوسط".

المجموعة رأت أن "غياب "الدور القيادي الأميركي" في إدلب يعزز فرص روسيا أكثر فأكثر لرسم مسار الاحداث على الأرض في سوريا"، مضيفة أن "حملة "الأرض المحروقة" (وفق توصيف المجموعة) التي تنفذها موسكو في إدلب، تؤكد أن بوتين مصمم على مساعدة الرئيس الأسد لتحقيق النصر الكامل، وسيلجأ إلى كافة الخيارات المتوفرة لتحقيق هذا الهدف".

"بلومبرغ": "الناتو" لا يملك سوى الحل الدبلوماسي

 وفي سياق متصل، تحدث الكاتب بوبي غوش في مقالة نشرها موقع "بلومبرغ" الأميركي عن انعقاد اجتماع حلف "الناتو" بناء على طلب تركيا، بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك في سوريا.

الكاتب استبعد تدخل دول حلف "الناتو" في الحرب السورية، وقال إن "الغرب أبدى عدم استعداده لجعل روسيا تدفع اي أثمان حقيقية نتيجة "جرائهما في سوريا"، على حد تعبيره.

ورجح الكاتب أن "تطالب دول "الناتو" بحل دبلوماسي وتدعو بوتين إلى حضور قمة في 5 آذار/مارس المقبل حول موضوع إدلب، وذلك بمشاركة كل من اردوغان والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على الرغم من أن الأجواء السياسية في موسكو لا تشير إلى رغبة حقيقية لدى بوتين بحضور هذه القمة".

وقال الكاتب إن "موسكو ستواصل دعم مساعي الرئيس الأسد لطرد الاتراك ووكلائهم من إدلب".

"بوليتيكو": اي دعم عسكري أميركي لتركيا هو خطوة متهورة

من جهتها، كشفت مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن "خلافات بين مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية من جهة و"البنتاغون" من جهة أخرى، على خلفية إرسال معدات عسكرية إلى الجيش التركي من أجل دعمها في عدوانها على سوريا.

ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة قولها إن "المبعوث الاميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري طالب "البنتاغون" بإرسال بطاريات "الباتريوت" إلى تركيا لدعمها  في معركتها ضد الجيش السوري في إدلب"، مشيرة إلى أن "مسؤولين في "البنتاغون" ابدوا تخوفهم من "التداعيات العالمية" لهذه الخطوة التي يرون أنها "متهورة"".

وقالت المجلة إن "هذه الخلافات هي أحدث المؤشرات على الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في الملف السوري".

كما نقلت المجلة عن أحد المصادر قوله إن "جيفري طالب بإنشاء منطقة حظر طيران وتسليم بطاريات الباتريوت لتركيا (بعد ان كانت انقرة قد طلبت بطاريتي باتريوت"، لافتة إلى أن "مسؤولين كباراً في هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي و"البنتاغون" رفضوا ما طالب به جيفري، إذ رأى مسؤولو "البنتاغون" أن الاستجابة لهذه الطلبات ستشكل سابقة خطيرة ولن تغير في الحسابات الروسية أو السورية".

المجلة لفتت إلى تصريحات لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية يوم أمس الجمعة قال فيها إن "الولايات المتحدة تنظر في تقديم مساعدات عاجلة إلى تركيا على شاكلة "مشاركة المعلومات والمعدات"، مؤكدا أن "القوات الاميركية لن تقوم باي تحركات لدعم تركيا في سوريا".

الناتورجب طيب أردوغان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة