الخليج والعالم
إرهاب المتطرفين البيض.. تهديد متنامٍ عابر للدول
رأى رئيس معهد بروكينغز الأميركي جون الين في مقالة نشرتها مجلة "ذا اتلانتيك" أن "الجماعات التي تضم متطرفين بيضًا يتبنون أساليب شبيهة بتلك التي تتبناها تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" و"داعش""، مؤكدا "ضرورة اتخاذ تدابير فورية لمعالجة التهديد الذي تشكله تلك الجماعات".
الين الذي كان سابقًا قائدا للقوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان، تحدث عن "جذور عميقة للعنصرية والتمييز في أميركا"، مشيرا إلى أن "مشكلة العبودية لم تنته مع انتهاء الحرب الأهلية الاميركية أو بعد جهود حركة الحقوق المدنية، وعودة الفكر اليميني العنصري المتطرف".
وتابع الكاتب أن "جماعات المتطرفين البيض كانوا على هامش المجتمع الاميركي طوال خمسين عامًا، لكنهم وجدوا اليوم أرضية جيوسياسة تتناسب أكثر مع خطابهم ونشاطهم"، واصفا هذه الفئة بـ" الاشرار" وأنهم "تنطبق عليهم صفة الإرهابيين".
ولفت الكاتب إلى "ضرورة وجود قانون شامل يتعلق بـ"الإرهاب المحلي"، ما سيساعد على الاستفادة من القوانين والمواد المتاحة لمواجهة العنصرية في أميركا".
وقال إن "إصدار لائحة بالتنظيمات الإرهابية المحلية على غرار لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية (التي تضم جماعات كـ"القاعدة" و"داعش"، سيساعد على مواجهة الجماعات اليمينية المتطرفة"، مشددا على أنه "حان الوقت لتبني أطر قانونية متطابقة لا تميز بين من يمارس الإرهاب".
وحذر من أن "جماعات المتطرفين البيض (أو ما يسمى الجماعات اليمينية) تشكل تهديدا أمنيا قد يكون أخطر حتى من التهديد الذي تشكله "المنظمات الإرهابية الاجنبية"".
صوفان: عولمة التطرف اليميني الأبيض جعلته الأخطر على مستوى العالم
وفي سياق متصل، تحدثت مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية عن الموضوع نفسه، مشيرة إلى "الهجوم الأخير الذي حصل في منطقة هاناو في ألمانيا".
وقالت المجموعة إن "هذا الهجوم يشير إلى تنامي ظاهرة المتطرفين البيض و"النازيين الجدد" وجماعات يمينية متطرفة أخرى"، مضيفة أن "هذه الجماعات تمتلك حصانة قوية داخل الولايات المتحدة واوروبا".
وشددت المجموعة على "ضرورة القيام بالمزيد من الجهود لمواجهة هذا التهديد"، مشيرة إلى "جماعة بريطانية يمينية تسمى "الجبهة الوطنية " "National Front" حاولت تجنيد عناصر من أجل الانضمام إلى صفوف العنصريين البيض في اوكرانيا"، فيما لفتت إلى "مسيرة شارك فيها مئات "النازيين الجدد" من كافة أنحاء القارة الاوروبية لإحياء ذكرى الدكتاتور ادولف هتلر وألمانيا النازية في أوائل شباط/فبراير الجاري في العاصمة المجرية بودابست".
وأشارت إلى أن "العاصمة البلغارية صوفيا شهدت تجمعات للنازيين الجدد والعنصريين البيض شملت مشاركين من بلدان مثل السويد وبولندا والمانيا والولايات المتحدة".
وبحسب المجموعة، فقد شهدت الولايات المتحدة مسيرات واحتجاجات نظمها المتطرفون البيض العنصريون خلال هذا العام، وقالت إن "أكثر من مئة متظاهر من "الجبهة الوطنية" – وهي إحدى جماعات المتطرفين البيض – تجمعوا في العاصمة الاميركية واشنطن".
وأضافت المجموعة إنه "جرى اعتقال عدد من اتباع جماعة "القاعدة" "The Base" في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بينما كانوا يخططون لإرتكاب اعمال عنف في ولاية فرجينيا"، في وقت انتشرت فيه دعاية المتطرفين البيض في الجامعات الاميركية.
وتابعت أن "وزارة العدل الاميركية حكمت على 64 شخصا من اتباع الفكر اليميني بالسجن 820 عاماً (كمجموع)، وذلك في منتصف شباط/فبراير الجاري"، لافتة إلى أن "ولاية نيو جيرسي الاميركية رفعت مستوى التهديد الذي يشكله المتطرفون البيض إلى درجة العالي، محذرة من أن مستوى التهديد هذا يفوق مستوى التهديد الذي يشكله حالياً تنظيما "القاعدة" و"داعش".
وتحدثت المجموعة عن "عولمة التطرف اليميني وعن شبكة من المتطرفين البيض تمتد من أميركا الشمالية إلى اوروبا وأستراليا"، مشيرة إلى أن "أوكرانيا هي مركز التدريب والتنظيم لهذه الشبكة".
المجموعة لفتت إلى أنه "لم يتم تصنيف أي جماعة يمينية بالتنظيم الإرهابي في الولايات المتحدة"، موضحة ان "هذا يعني أن الأجهزة القانونية لا تمتلك كل الوسائل للتصدي لهذه الجماعات".
وختمت المجموعة مؤكدة ضرورة أن "تُجري الولايات المتحدة تقييما دقيقا للتحدي الذي يمثله المتطرفون البيض "العابرون للاوطان""، وقالت إن "ذلك يشمل تمرير قوانين تعطي السلطات الادوات المطلوبة لمواجهة هذه الجماعات قبل أن يزداد حجم التهديد".