الخليج والعالم
بعد حلب..العيون على معركة ادلب الاسترايجية
علي حسن
لا شك أنّ تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب عام 2016 شكّل مفتاحاً للانتصارات المتتالية التي حققها الجيش السوري في مختلف المناطق، إضافةً لاتفاقات أستانة وخفض التصعيد التي أتاحت للجيش فرصةَ تركيز جهوده في كل منطقة على حدى، وآخرها كان ادلب التي يحقق الجيش فيها إنجازاتٍ سيكون لها ثقل كبيرٌ في المسار السياسي للوصول لحل يعيد الاستقرار لكامل سوريا، على الرغم من كل الدعم التركي للفصائل الإرهابية الذي سبق وأن تمّ في معركة تحرير شرق حلب.
الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد المتقاعد تركي الحسن، قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "مفتاح الإنجاز الذي حققه الجيش السوري في ريفي ادلب وحلب كان نصراً سابقاً في عام 2016، حين تم تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب، والسبب في تأخر النصر الأخير هذا كان المسار السياسي المتمثل بأستانة، الذي رغم تأخيره للانتصار إلا أنه أعطى نتائج مهمة جداً وكان أفضل مسار سياسي، إذ شكّل حالة صحيحة أدت لانتقال القوات السورية من منطقة إلى أخرى لتحريرها من الإرهاب حتى وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن في ادلب التي باتت آخر معركة في سوريا"، مضيفاً أنّ " الجيش السوري كان مسبقاً يقاتل على أكثر من 467 موقعاً فيهم أكثر من 2200 نقطة اشتباك. أما اليوم تتركز جهود الجيش كلها في ادلب وتشارك قواته بمختلف صنوف الأسلحة لأنها معركة استراتيجية".
وتابع الحسن أنّ "معركة ادلب كان يجب أن تبدأ منذ زمن، لكن اتفاق سوتشي أخّرها، والجانب التركي لم تكن لديه النية لنتفيذ الاتفاق، وظنّ أن يبقى الوضع على حاله إلى ما لا نهاية، لكن الدولة السورية عرفت ذلك منذ البداية وحاولت إقناع الجانب الروسي بذلك إلى أن اقتنع بعد كل هذه المدة بسبب مماطلة إردوغان وأُطلِقَت معركة التحرير على ثلاث مراحل احتاجت جميعها لمراجعة سياسية وميدانية، الأولى في ريف حماه والثانية حتى تحرير خان شيخون، والأخيرة تحرير ريف حلب، حيث وصل الجيش لمعرة النعمان وسراقب وحرر الطريق الدولي بالكامل".
وأكد الحسن لـ"العهد" أنّه "إلى الآن لم ينفذ جوهر اتفاق سوتشي والوضع لا يزال في إطار تنفيذه والدولة السورية لم تخرقه ولكن تنفيذه أصبح بالقوة وعلى أرض المعركة وليس بالتوافق، ولم يكن أمام الدولة السورية والجانب الروسي سوى هذين الأمرين والعمل العسكري بدأ حين اتضح أن إردوغان لا يملك الإرادة لتنفيذ تعهداته"، لافتاً إلى أنّ "كل الدعم التركي لتغيير الوقائع لن يجدي نفعاً فإردوغان قدم كثيراً من الدعم أثناء معركة شرق حلب لتغيير الوقائع الميدانية ليصرف ذلك في السياسية ولكنه فشل وكذلك الأمر سيكون في ادلب".
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي السوري إلى أنّ "معركة ادلب استراتيجية بالنسبة للدولة السورية والعمليات العسكرية المنطلقة بزخمٍ كبيرٍ جداً إذ تتحشد أكثر من ثلاث فرق عسكرية من الجيش السوري لها، وبالتالي هي معارك عملياتية استراتيجية ولا يمكن أن يتم التراجع عنها مهما حدث في السياسة، إذ نرى ترامب يطلب تدخل الغرب، والأخير لا يمكن أن يتدخل عسكرياً ولن يُرسَل أي جندي أمريكي ليقاتل لأجل تركيا، فلو أرادت أمريكا ومعها حلف الناتو ذلك لتم ذلك منذ زمنٍ بعيد فأردوغان طالب منذ بداية الحرب على سوريا بتدخل الناتو والدولة السورية تدرك استحالة ذلك، وبالتالي لن يدخل التركي بمواجهة كبرى مع الجيش السوري في ادلب دون غطاء من الناتو، قد تجري احتكاكات محدودة ولكنها لن تتطور لمواجهة ولذلك على إردوغان النزول من رأس الشجرة خصوصاً وأن الروسي يضع السلم له لذلك".