الخليج والعالم
طريق حلب - دمشق الدولي.. شريان سوريا الأساسي في قبضة الجيش
تحقق الهدف الاستراتيجي من العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري في ريفي حلب وادلب، بتأمين الجزء الواصل بين حلب وحماه من الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب، والذي بات تحت السيطرة بشكل كامل، بانتظار استكمال تأمينه أمام حركة النقل والتجارة خصوصًا من الجهة الغربية، الأمر الذي سينعكس بلا شك على اقتصاد سوريا إيجابًا.
مصدرٌ عسكري سوري قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "الجيش السوري سيطر على طريق حلب – حماه بالكامل بعد استعادته لعدد من القرى والبلدات الاستراتيجية الواقعة على المحورين الشرقي والغربي للطريق بدءاً من الفوج ستة وأربعين وقريتي أورم الصغرى ومشروع المهندسين الثاني وصولاً إلى قريتي بيدر يونس والمغير ما يعني أن الجيش قد تمكن من تأمين رقعة واسعة من الجهة الغربية للطريق الدولي".
وأضاف أنّ "ما حصل إنجازٌ استراتيجي يعتبر الأبرز في ريف حلب كون الفوج المذكور كان يمثل نقطة ثقلٍ استراتيجية على مختلف الصعد من حيث تأمين الإمدادات إلى محاور القتال التي كانت محاذية لحلب".
وأكد المصدر العسكري أنّ "الجيش لم يخض معارك عنيفة خلال هذه السيطرة كونها أتت في ظل انحسار قدرة الإرهابيين على المقاومة وانهيارهم نفسيًا إضافةً للغطاء الجوي الذي أمنه سلاح الجو السوري الروسي المشترك على مواقعهم ما أدى لفرارهم من كل النقاط"، لافتا إلى أنّ "السيطرة تزامنت مع عمليات تقدم مماثلة للقوات العاملة على محور ريف حلب الجنوبي نحو بلدتي المغير وبيدر يونس اللتين كانتا تمثلان آخر جيوب المسلحين في محيط الطريق الدولي بشكل مباشر من الجهة الغربية".
بحسب المصدر العسكري، فإن "الطريق الدولي من ناحية السيطرة هو بالكامل في قبضة الجيش السوري أما الجهة الغربية فهي ليست آمنة بعمق كافٍ يسمح بفتحه أمام حركة المسافرين والنقل والتجارة، فالجيش لم يصل حتى اليوم لأكثر من ثلاثة كيلومترات ولكنه سيعمل على زيادة نسبة التأمين بالشكل اللازم".
وعن أهمية الطريق استراتيجيا واقتصاديا، اعتبر عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي في حديث لموقع "العهد" أنّ "الطريق هو الشريان الأساسي الذي يصل شمال سوريا بجنوبها كما أنه قبل سنين العدوان على سوريا كان يشكل ربطاً استراتيجياً بين الدول إذ ربط روسيا بجنوب آسيا لأنه كان المنفذ الوحيد للعبور من روسيا إلى تركيا فسوريا والأردن ثم الخليج العربي وبالتالي كان له دور على المستوى الدولي وليس على المستوى المحلي فقط"، مضيفاً أنّ "فتحه على المستوى الاقتصادي مهم جداً وسيؤدي لإنعاش حلب اقتصادياً وبالتالي كامل سوريا وسيوفر الكثير من الوقت والميزانية خصوصاً مع إعادة فتح مطار حلب الدولي الجاهز من الناحية الفنية ولكن فتحه أيضاً كان مرهوناً بتأمين الجيش للمحيط الحلبي لخلق هامش مريح للطيران بالهبوط والدوران حول المطار الدولي".
وختم الحاج علي حديثه قائلا إنّ " فتح المطار والطريق الدولي وتأمينهما سيؤدي لعودة رؤوس الأموال الكبيرة التي غادرت حلب بسبب الإرهاب وبالتالي عودة النشاط الاقتصادي بشكل أوسع".