الخليج والعالم
استراتيجية ترامب تجاه إيران.. سقطات عديدة بأثمان باهظة
تحدثت الكاتبة الأميركية كوري شاك في مقالة نشرتها مجلة "ذا اتلانتك" عن فشل إستراتيجية الرئيس دونالد ترامب حيال الجمهورية الإسلامية في إيران، مشيرة إلى ان سياسته لم تحقق النجاح الذي كان متوقعا.
وأضافت الكاتبة أن "الفريق الذي ينتمي إليه قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وحلفاءه ما زالوا يحكمون إيران"، لافتة إلى أن "الصواريخ لا تزال تتساقط على السفارة الأميركية ومحيطها في العاصمة العراقية بغداد".
الكاتبة ذكرت أن إستراتيجية إدارة ترامب حيال إيران تتكون من ستة عناصر، وهي التالية:
أولا : انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إذ لم يضع هذا الاتفاق قيودًا على برنامج إيران للصواريخ البالستية، كما حُدد الاتفاق بمهلة زمنية.
ثانيا: ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران من خلال فرض العقوبات الاقتصادية، وذلك بهدف إجبار طهران على الجلوس على طاولة المفاوضات من اجل بحث اتفاق يضع قيودا أكثر على إيران سواء على صعيد برنامجها النووي أو سياستها الإقليمية.
ثالثا: سعي إدارة ترامب لمنع اوروبا من القبول باستئناف إيران لأنشطتها النووية.
رابعا: اغتيال اللواء الشهيد سليماني.
خامسا: إدارة أيّ تصعيد محتمل بعد اغتيال اللواء الشهيد سليماني
سادسا: محاولة خلق احتجاجات ضخمة في إيران، من اجل "نزع شرعية النظام في الجمهورية الإسلامية"، على حد تعبير الكاتبة.
الكاتبة رأت أن "الولايات المتحدة لا تبدو في موقف تستطيع من خلاله استغلال حقبة ما بعد اغتيال اللواء الشهيد سليماني"، مشيرة إلى عدد من المؤشرات السلبية، من بينها احتمال أن يطالب العراق بخروج القوات الأميركية من البلاد او بتقييد استخدام تلك القوات.
كما لفتت إلى أن الدول الوحيدة المستعدة للانضمام إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة في الخليج، هي البانيا واستراليا والبحرين والسعودية ودولة الإمارات وبريطانيا. وفي الوقت نفسه، أشارت إلى أن "عددًا أكبر من الدول الحليفة لأميركا التزم بإرسال قوات إلى تحالف آخر تقوده فرنسا".
وتابعت أن هناك تضاربًا في المقاربات بين الاتحاد الاوروبي وإدارة ترامب في مجالات أخرى، مشيرة إلى أن الاتحاد الاوروبي قام بإنشاء آلية انستكس “Instex” التي تسمح للشركات العالمية بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، واعتبرت أن مجرد إنشاء هذه الآلية من قبل ثلاث دول حليفة للولايات المتحدة –وهي بريطانيا وفرنسا والمانيا— يعد بحد ذاته تطورًا كبيرًا.
وخلصت الكاتبة الى أن "سياسات إدارة ترامب لا يبدو أنها تقرّب الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها، وأن واشنطن تدفع أثمانًا ليست بالقليلة على صعيد سمعتها وجيشها وأمنها".