الخليج والعالم
انتهاء العصر الأميركي في المنطقة
في مقالة نشرتها مجلة "ذا اتلانتيك" الأميركية، استعرض الكاتب يوري فريدمان بدايات التدخل الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، فأشار إلى "قرار رئيس الولايات المتحدة الأسبق في حقبة الخمسينيات دوايت أيزنهاور بالتدخل العسكري، والذي نقل الولايات المتحدة من مرحلة عدم الرغبة بالدخول عسكريا إلى المنطقة إلى جعلها الساحة الأبرز على صعيد تدخلاتها".
واعتبر الكاتب ان "الولايات المتحدة عادت إلى نقطة البداية (أو الصفر)، بعد أن أثارت التدخلات المحدودة الأساسية لأميركا في المنطقة قلق الشارع والقادة الأميركيين، مثل مزاعم واشنطن محاربة تنظيم "داعش"".
وأضاف أنه "بعد مرور اكثر من خمسين عاماً على حقبة أيزنهاور، اصبح الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط موضع نقاش"، لافتا إلى "الدعوات العراقية لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد".
كما تحدث الكاتب عن "مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخراج القوات الأميركية من سوريا وأفغانستان"، وتابع أن "صراعًا بين السياسيين الأميركيين بدأ في الآونة الأخيرة، مع احتمال انتهاء العصر الأميركي في المنطقة" .
ولفت الكاتب إلى "التحولات التي حصلت على صعيد السياسة الأميركية في المنطقة خلال حقبة الرؤساء الأميركيين السابقين، وتطرق إلى حقبة إدارة جورج بوش الابن، وقال إن "هذه الإدارة حاولت إعادة رسم المنطقة لكنها فشلت فشلا ذريعا".
وحول حقبة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، قال الكاتب إنه "حافظ على التركيبة الأمنية الأميركية في المنطقة وحاول تغيير الدور الأميركي دون اللجوء إلى القوة العسكرية".
أما بالنسبة لفترة تولي ترامب الرئاسة، فاعتبر الكاتب أن "الأخير اظهر استعدادا لاستخدام القوة العسكرية المحدودة، لكن دون أن يبدي الكثير من الاهتمام في احداث تغييرات في المنطقة عدا عن إنهاء دور الولايات المتحدة كطرف ضامن للأمن".
وشدد الكاتب على أن "ترامب يريد الخروج من المنطقة وسيستغل فرصًا إضافية لتقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "الشارع الأميركي ومرشحين للرئاسة الأميركية يذهبون بالاتجاه نفسه".