الخليج والعالم
عراقجي: اغتيال سليماني شكّل خطأً استراتيجيا لأمريكا
أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية الإيرانية عباس عراقجي أن اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني شكّل خطأً ستراتيجيًا من جانب امريكا ومنعطفًا تاريخيًا كبيرًا في منطقتي غرب اسيا والخليج، وتترتب عليه تداعيات جيوسياسية.
موقف عراقجي جاء خلال ندوة عقدت اليوم الاحد بجامعة "العلاقات الدولية" التابعة لوزارة الخارجية في طهران تحت عنوان "الابعاد السياسية والستراتيجية لتداعيات اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني".
ولفت عراقجي الى ان واقعة اغتيال الشهيد سليماني خلفت 3 اثار على صعد المقاومة، ومكافحة الارهاب الداعشي والتكفيري، وموازين القوى بين ايران وامريكا؛ مردفا انه استشهاد سليماني وخلافًا لتصور امريكا ادى الى نتائج ايجابية على صعيد المقاومة، ذلك ان محور المقاومة لم يفقد بهذه الواقعة مكانته الإستراتيجية ولا السلاح وما زالت قوى المقاومة تواصل مسارها تحت راية القادة المقاومين.
ونوّه عراقجي الى ان محفزات المقاومة لا تزال قائمة بل واصبحت الان اقوى من السابق؛ مخاطبًا اولئك الذين شعروا بالسعادة جراء اغتيال سليماني ان يدركوا بان استشهاد هذا الانسان العظيم ستعطي دفعة اقوى واكثر تاثيرًا للمضي قدمًا في نهج المقاومة.
وشدد على ان مكافحة تنظيم داعش الارهابي تأتي في اطار الاهداف الاستراتيجية التي تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية وغيرها من دول المنطقة وفصائل المقاومة الى تحقيقها دون ان يتعرض هذا النهج الى اي خلل سوى بعض الاعراض المؤقتة والتكتيكية التي ستعوّض قريبا.
واشار الى ان الثورة الاسلامية الايرانية غيّرت في معادلات المنطقة للولايات المتحدة لكونها فقدت اهم حليف اقليمي لها وبما الزم عليها التواجد العسكري داخل المنطقة.
وفي معرض الاشارة الى الحرب المفروضة لثماني سنوات على ايران، قال ان الجمهورية الاسلامية تمكنت عبر الاعتماد على الذات واقتدارها العسكري من تحقيق الانتصارات في هذه الحقبة؛ مضيفًا انه لولا هذه الحرب لما كانت ايران قد بلغت رؤيتها الاستراتيجية القائمة على الاعتداد بالذات والتعويل على طاقاتها الدفاعية الوطنية، والذي اتاح لها قوة ردع الاعداء من اتخاذ اي خطوة لاستهداف البلاد.
عراقجي، اكد انه بغض النظر عن حجم الاضرار التي خلفتها الضربة الصاروخية الايرانية وهل انها اسفرت على خسائر بشرية ام لا؟ لكنها في واقع الامر اطاحت بهيبة الولايات المتحدة و وجهت صفعة قوية الى هذا البلد؛ مما ادى الى التوازن الستراتيجي والعسكري والدفاعي بين ايران واميركا.
وتابع : ان قولهم بانهم لم يردوا على الضربة الايرانية لعدم وقوع خسائر بشرية هو مجرد تبرير، فهل يمكن ان يتلقوا الضربة دون وقوع هكذا خسائر.
وقال : اميركا ارتكبت على مدى العقود الاربعة بعد انتصار الثورة الاسلامية اخطاء ستراتيجية كثيرة؛ ومبينا ان "خطأهم الاخير شكّل اكبر انتصار استراتييجي للجمهورية الاسلامية الايرانية".