الخليج والعالم
باحث أميركي يحذّر من التطوّر العسكري للحلف الإيراني الصيني
في مقال نشره موقع "ناشونال إنترست"، توقّف الكاتب والباحث الأميركي في "جامعة الدفاع الوطني" في واشنطن جويل ووثنو (Joel Wuthnow) عند أهمية العلاقات الإيرانية الصينية، مُنطلقًا من كلام وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي وجّهه لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني، إذ شدّد فيه على ضرورة وقوف البلدين ضدّ "الأحادية والتسلط".
الباحث ذكّر بأن هذه العلاقات شهدت فترة ازدهار خلال حقبة الثمانينيات، مشيرًا الى أن العودة إلى العلاقات العسكرية المتينة بين البلدين ستملأ بعض الفراغات في ترسانة إيران من الأسلحة التقليدية، وستحمل معها تحديات جديدة للولايات المتحدة والقوى الحليفة.
ولفت الباحث الى ضرورة أن تنسق واشنطن عن كثب مع شركائها الإقليميين لثني الصين عن تبني هذا الخيار، محذرًا من تعاظم قوة إيران في حال عدم قيام واشنطن بذلك.
وتطرق الكاتب إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى إيران مطلع عام 2016 للتوقيع على اتفاقية "شراكة إستراتيجية شاملة" مع طهران، مشيرًا إلى أن هذه الاتّفاقية نصّت على تكثيف التعاون في مجالي الطاقة والبنية التحتية.
كما ذكّر الكاتب بأنَّ الجانبين اتّفقا على تحسين التعاون العسكري في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب و"التجهيزات والتكنولوجيا"، ولفت إلى بيانات تم جمعها في جامعة الدفاع الوطني تفيد بأن عدد التفاعلات العسكرية بين الصين وإيران بين عامي 2014 و2018 بلغ اثني عشر، مردفا بأن هذه التفاعلات شملت الزيارات إلى الموانىء البحرية، والمناورات الثنائية، وجلسات حوارية عالية المستوى.
وأشار الكاتب إلى استمرار هذا النمط العام الماضي، لافتًا إلى لقاء قائد الجيش الإيراني مع نظيره الصيني في بيكن في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، كما ذكّر بأن قائد الجيش الإيراني زار وقتها قاعدة بحرية صينية.
الكاتب تطرق أيضا إلى المناورات المشتركة التي شاركت فيها كل من الصين وإيران وروسيا في خليج عمان في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتحدث أيضًا عن الفرصة التي تمثلها إيران لمنتجي السلاح الصينيين، وذلك كون إيران ستشكل سوقا جديدا للأسلحة الصينية.
وبحسب الكاتب، خيارات واشنطن للتعامل مع هذا الموضوع محدودة، وأحد الخيارات هي إقناع الصين من خلال القول إن دعم إيران عسكريا سيؤجّج النزاعات حول العالم، والذي سيضع مصالح الصين على صعيد الطاقة والبنية التحتية في خطر، وأيضا حياة المواطنين الصينيين في خطر.
كما تحدث الكاتب عن خيار آخر يتمثل ببناء تحالف إقليمي للضغط على الصين، وتحديدا تحالف خليجي من شأنه أن يزيد الأثمان السياسية جراء قيام بكين بتوطيد علاقاتها العسكرية مع إيران، غير أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الصين قد تحسب أن الاطراف الاخرى ليست مستعدة للدخول في مثل هكذا توتر معها، وذلك نظرا إلى اعتماد هذه الاطراف اقتصاديا عليها.