الخليج والعالم
هكذا خاطب الإمام الخامنئي الإخوة العرب
الكلمة العربية التي وجهها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم في مصلى الإمام الخميني (قده) في طهران للشعوب الاسلامية:
اود في هذه البرهة الحساسة من تاريخ هذه المنطقة ان يكون لي معكم ايها الاخوة العرب مختصر من الحديث.
في هذه الايام استشهد قائد ايراني كبير وشجاع، ومجاهد عراقي طافح بروح التضحية والاخلاص باذرع عسكرية امريكية وبامر الرئيس الارهابي الامريكي
هذه الجريمة لم ترتكب في ميدان المواجهة بل جرت بصورة جبانة لئيمة.
القائد سليماني كان ذلك الرجل الذي يقتحم الخطوط الامامية ويقاتل بشجاعة نادرة في اخطر المواقع
وكان العامل الفاعل في دحر عناصر داعش الارهابية ونظائرها في سوريا والعراق.
الامريكيون لم يجرأوا ان يواجهوه في ساحات القتال فعمدوا الى الهجوم عليه بنذالة من الجو حين كان بدعوة من حكومة العراق في مطار بغداد واراقوا دمه الطاهر هو ورفاقه، وبذلك امتزج دم ابناء ايران والعراق مرة اخرى في سبيل الله سبحانة وتعالى.
الحرس الايراني دك بضربة متقابلة اولية صاروخية القاعدة الامريكية وسحق ابهة وغطرسة تلك الدولة الظالمة المتكبرة ويبقى جزاؤها الاساس هو خروجها من المنطقة.
الشعب الايراني في مسيرات بعشرات الملايين شيعوا الشهداء في مختلف المدن في توديع منقطع النظير
والشعب العراقي في مدن عديدة، شيعوهم بفائق التكريم والاحترام.
كما اعربت شعوب في بلدان متعددة عن مواساتها في اجتماعات صاخبة.
ان مساعي مغرضة هائلة بذلت لخلق نظرة سلبية بين الشعبين الايراني والعراقي.
لقد انفقت اموال ضخمة وجنّد افراد لا يشعرون بالمسؤولية في ايران ضد الشعب العراقي، والساحة العراقية شهدت ضخاً إعلاميا شيطانياً ضد الشعب الايراني.
غير ان هذه الشهادة الكبرى احبطت كل هذه المساعي الشيطانية والوساوس الخبيثة، واريد ان اقول لكم هو ان القدرة الاسلامية – قدرتنا وقدرتكم – تستطيع ان تتغلب على ما تحيط القوة المادية نفسها من هيبة ظاهرية خادعة.
القوة الغربية بالاعتماد على العلم والتقنية وبالسلاح العسكري والاعلام الكاذب والاساليب السياسية الماكرة استطاعت ان تهيمن على بلدان المنطقة ومتى ما اضطرت الى الجلاء من بلد على اثر نهضة شعبية فانها لن تكف قدر ما استطاعت عن التآمر والاختراق التجسسي والسيطرة السياسية والاقتصادية.
وزرعت الغدة السرطانية الصهيونية في قلب بلدان غرب اسيا وعمدت الى وضع بلدان المنطقة في تهديد مستمر.
بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران نزلت بالكيان الصهيوني ضربات شديدة سياسية وعسكرية واعقب ذلك سلسلة من الهزائم للاستكبار وعلى رأسه امريكا من العراق وسوريا مرورا بغزة ولبنان وحتى اليمن وافغانستان.
اعلام العدو يتهم ايران باثارة حروب بالنيابة وهذه فرية كبرى فشعوب المنطقة قد استيقظت، وقدرة ايران في القلوب والافكار وقدرة ايران في مقاومتها الطويلة امام خبث امريكا قد نزل اثره في الجو العام للمنطقة وفي معنويات الشعوب، مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاستكبارية الامريكية وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينة الاجانب ان شاء الله.
كل الشعوب تتحمل مسؤولية الوصول الى تحقيق هذا الهدف.
على العالم الاسلامي ان يزيل عوامل التفرقة، وحدة علماء الدين قادرة على ان تكتشف اسلوب الحياة الاسلامية الجديدة وتعاون جوتمعنا من شأنه أن يرتقي بالعلم والتقنية وبذلك تستطيع ان تضع اساس الحضارة الجديدة، والتنسيق بين وسائل اعلامنا بامكانه ان يصلح جذور الثقافة العامة والتلاحم بين قوانا العسكرية سيبعد المنطقة كلها من الحروب والعدوان، والارتباط بين اسواقنا سيحرر اقتصاد بلداننا من سيطرة الشركات الناهبة.
وتبادل الزيارات بين شعوبنا سيقرب القلوب والافكار ويخلق روح الوحدة والمودة بينها.
اعداؤنا واعداؤكم يريدون ان يحققوا تقدمهم الاقتصادي على حساب ثروات بلداننا وان يبنوا عزتهم على حساب ذل شعوبنا، ويسجلوا تفوقهم بثمن تفرقنا.
يريدون ابادتنا على ايدينا.
امريكا تستهدف لتجعل فلسطين دونما قدرة على الدفاع امام الصهاينة المجرمين وان تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة، وتريد العراق وثرواته النفطية باجمعها ملكاً لها، ولتحقيق هذا الهدف المشؤوم لا تتوانى عن ارتكاب الظلم والعدوان.
الامتحان العسير الذي مرت به سوريا والفتن المتوالية في لبنان والاعمال الاستفزازية والتخريبية المستمرة في العراق نماذج لذلك.
الاغتيال الصريح لابي مهدي القائد الشجاع للحشد الشعبي وقائد الحرس الكبير سليماني نماذج نادرة لهذه الفتن في العراق.
هؤلاء يريدون ان يحققوا اهدافهم الخبيثة في العراق عن طريق اثارة الفتن والحروب الداخلية وبالتالي تقسيم العراق وحذف القوى المؤمنة والمناضلة والمجاهدة الوطنية، وكنموذج لوقاحتهم فانهم اذ يلوحون بانهم حماة الديموقراطية، ويصرحون بكل وقاحة وصلافة بعد ان صادق برلمان العراق على اخراجهم، انهم جاؤوا الى العراق ليبقوا فيهم ولن يغادروه.
العالم الاسلامي لابد ان يفتح صفحة جديدة، الضمائر اليقظة والقلوب المؤمنة يجب ان تحيي الثقة بالنفس في الشعوب، ويجب ان يعلموا ان طريق نجاة الشعوب هو في التدبير والاستقامة وعدم الرهبة من العدو.
اسال الله سبحانه وتعالى ان يشمل الشعوب المسلمة برحمته ونصرته انه تعالى سميع مجيب.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمشاهدة خطاب الإمام الخامنئي باللغة العربية إضغط هنا
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024