الخليج والعالم
لقاءٌ سوري تركي بوساطة روسية في موسكو تأسيساً لاجتماعات تراعي الضرورات الأمنية
علي حسن
في أول اجتماع مُعلنٍ عنه بين الأطراف السورية والروسية والتركية في موسكو، طالب الجانب السوري نظيره التركي بالالتزام الكامل بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً والانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة، ودعا الجانب السوري ممثلاً باللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني الجانب التركي بممثله حقان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركية إلى ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي بشأن إدلب، وخاصة بما يتعلق بإخلاء المنطقة من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة وفتح طريق حلب - اللاذقية وحلب – حماة، وشدد اللواء مملوك على أن الدولة السورية مصممة على متابعة حربها ضد الإرهاب وتحرير كل منطقة إدلب وعودة سلطة الدولة إليها.
الكاتب السياسي السوري أحمد صوان تحدث لموقع "العهد" الإخباري حول هذا اللقاء الأول من نوعه وقال إنّه "هو الأول المعلن عنه على مستوى مسؤولي الاستخبارات، إذ كان هناك اتصالات سابقة بوساطة روسية ولكنها ظلت محصورة بالجزئيات ولكن عقد مثل هذا اللقاء وبشخصيات استخباراتية رفيعة سيشكل بوابةً عريضة فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال التركي لأراضي سوريا والعودة إلى مسألة الأمن المتبادل بين سوريا وتركيا".
ولفت إلى أنّ "تركيا كانت ولا تزال حاضنة للإرهابيين ومحافظةً على العلاقة العضوية بينها وبين مختلف التنظيمات الإرهابية وعبر اتفاقي سوتشي وأستانة كان الرهان الروسي على أن تصبح ضامنةً للأمن والأمان والاستقرار، ولكن طفح الكيل السوري من هذا الاحتلال ومن ذلك كانت الضغوطات كبيرة على تركيا من إيران وروسيا لتلتزم بما تعهدت به وشريكة حقيقية في مسار أستانة فيما يتعلق بخفض التصعيد".
وأكد صوان لـ"العهد" أنّ " اللقاء المعلن عنه بوساطة روسية ربما يعيد تركيا للوفاء بالتزاماتها ويجب أن تقوم بعملية مراجعة للعودة للاتفاقات الأمنية بما يتعلق بالحدود بين سوريا وتركيا واتفاق أضنة واضح تماماً حول هذه النقطة وربما يتم وضع الاتفاقية مجدداً على طاولة النقاش مما يقدم الأمور خطوة إلى الأمام فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال التركي، وإن لم تتم فالمقاومة هي الحل الوحيد أمام الدولة السورية لطرد التركي"، مشيراً إلى أنّ "الكرة في ملعب التركي والعودة لمسار أستانة هو السبيل الوحيد لتجنيب الحرب والعودة لاستكمال الحل السياسي تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار والاستقرار".
من جانبه قال المتخصص بالشأن التركي سركيس قصارجيان لـ"العهد" الإخباري إنّ "مجرد الإعلان عن هذا اللقاء بين شخصيتين رفيعتين له دلالات كبيرة، واللقاءات الأمنية أحياناً قد لا تؤدي لتنسيق سياسي ولكن الداخل التركي يؤكد ضرورة عودة العلاقات السياسية ولو كانت بالحد الأدنى لأن الجانب التركي كان قد رفع سقف تصريحاته كثيراً خلال السنين السابقة ويصعب تجاوزها بخطوة واحدة ولكن قد يكون مثل هذا اللقاء بدايةً وتمهيداً لعلاقات سياسية بين الدولتين خاصةً وأنهما تتشاركان حدوداً برية طويلة".
كما أكد قصارجيان أنّ " الوساطة الروسية كانت توافقية، وطريقة تعاطي الروس مع المصالح السورية التركية أدت للوصول لمثل هذا الاجتماع فليس من السهل أن نتجاوز زيارة الرئيس بوتين الأخيرة إلى دمشق ومن ثم أنقرة، والضرورات الأمنية الحالية بالنسبة للطرفين أسست لهذا اللقاء وربما يتكرر بمستويات أعلى".