الخليج والعالم
مآرب العدو الصهيوني ودوره في الجريمة الأمريكية بحق سليماني والمهندس
لا شك أنّ اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس مطلبٌ وهدفٌ كبير للعدو الصهيوني لما كان لهما من دور كبير في قيادة الجانب العسكري لمحور المقاومة، ولكن أن يجرؤ العدو على اغتيالهما بنفسه فهو أمرٌ لا يقدر على حمل تبعاته. حينها لن يسلم شبر واحد من صواريخ المقاومة دون أدنى شك، ولذلك كان التنفيذ بيد أمريكية، فإيران لم تسكت لأمريكا عن فعلتها حتى تسكت للعدو الصهيوني لو أقدم على ذلك، ولكن هل أراد العدو بذلك اشتعال حرب مباشرة بين إيران وأمريكا أم أنه يدرك أنه خاسر في كلتا الحالتين؟.
الإعلامي الفلسطيني والخبير بالشؤون الصهيونية الدكتور بسام رجا يقول لموقع "العهد" الإخباري بأنّ "القلق الأمني تصاعد وتزايد لدى كيان العدو الصهيوني بعد أن وجهت إيران الضربة القاسية للقوات الأمريكية في العراق، وتحدثت القراءات الصهيونية ومراكز الأمن القومي الصهيوني مؤخراً أنّ إيران أخلّت بضربتها موازين القوى".
ويضيف "حين قامت إيران بإطلاق وابل الصواريخ البالستية على قاعدة عين الأسد الأمريكية دفع نتنياهو بوزرائه إلى الاختباء والصمت وكأن الصواريخ سقطت على رأس الصهاينة لا على رأس الأمريكيين والمسألة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والأمنية الصهيونيتين تشكل خوفاً متصاعداً رغم أنّ استهداف القائدين سليماني والمهندس كان مخططاً من أمريكا والعدو الصهيوني فالارتباط بين المشروعين الأمريكي والصهيوني ارتباط عضوي".
ويؤكد رجا أنّ "الأمريكي خسر بمجرد استهدافه وكُسرت هيبته والخوف الصهيوني يحرض اليوم على أن تبقى أمريكا في المنطقة لأجل الدفع بخطوات قادمة لحمايته، ولكن في الوقت نفسه بدأ الأمريكي يدرك أنّ البقاء أيضاً بات خطيراً في حال فتحت المقاومة العراقية المعركة ضده بما يعني تكرار مشهد التوابيت الطائرة".
ويشير إلى أنّ "الحرب الشاملة تخيف كيان العدو لأنّها إن حدثت فأول صاروخ سيكون على "تل أبيب" وستفتح النار على ضرب مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة يظنها العدو آمنة وذلك سيكون من كل الجهات، من الفصائل الفلسطينية ومن حزب الله وسوريا"، وأضاف "بدأ العدو يشعر بذلك والدليل هو إخلاء المناطق الحدودية اليوم من كل الصهاينة خوفاً من انزلاق الأمور إلى الحرب بعد استهداف القائدين الشهيدين سليماني والمهندس".
من جهته، يرى الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة إبراهيم علوش في حديث لموقعنا "أنّ كل ما جرى من اغتيال الشهيدين هو حسبة صهيونية، والنمط الذي تم به اغتيالهما هو نمط مألوف للموساد الصهيوني باغتيال القيادات المقاومة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية".
ويتابع "أن عملية الاغتيال تمت خدمةً لأهداف صهيونية، فيما يدرك العدو أن استهداف القائد سليماني لا يمكن السكوت عنه بحيث تصل الأمور إلى اشتعال حرب مباشرة بين إيران وأمريكا وهذا ما كان يريده".
وفي ختام حديثه لـ"العهد" يؤكد أنّ "إيران تدرك المطلب الصهيوني بإعلان الحرب مباشرة على إيران ولذلك كان الرد حريصاً على عدم الانزلاق إلى حرب مباشرة مع توجيه صفعة كبيرة لأمريكا تفتح المجال أمام مرحلة جديدة من المقاومة".