الخليج والعالم
كلمةُ ترامب بعد الرد الإيراني .. دعوةٌ للتفاوض بعد كسر هيبة أمريكا
علي حسن - دمشق
تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقا على الاستهداف الإيراني لقاعدة عين الأسد الجوية بأنّ "إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً"، لا يمكن فهمه إلا كدعوة منه لإيران للتفاوض، فبالقوة لا يمكنه منعها من امتلاكه، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الاستعداد الإيراني للذهاب لأبعد السيناريوهات المحتملة للحفاظ على سيادتها وحقوقها الشرعية والدفاع عن كل ما يخصها.
المحلل السياسي والاستراتيجي السوري الدكتور حسام شعيب قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "استهداف أمريكا للقائد الشهيد قاسم سليماني أسقط احتمالات العودة للاتفاق النووي وضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات السياسية مع إيران بعكس ما ظنته بفعلتها أنّ مسار السياسة سيتغير لصالحها". وأضاف: "يجب على إيران استئناف تخصيب اليورانيوم وتصريح ترامب عن عدم امتلاك طهران للسلاح النووي دعوة للتفاوض لأن هناك خشية أمريكية من أن تقدم إيران على ذلك، والوصول لنسبة تخصيب عشرين بالمئة ما سيعني امتلاك القنبلة النووية بفترة 6 إلى 8 أشهر".
وأكد شعيب أنّ "كلام ترامب يؤكد استيعابه لاحتمال الضربة السياسية بامتلاك إيران للقنبلة النووية بعد استيعابه للضربة العسكرية بقصف قاعدة عين الأسد وهو الآن في حيرة من أمره أمام مواجهة محور المقاومة بأكمله وليس فقط إيران حيث إن هناك استعداداً حقيقياً من المحور للمواجهة وحيرته تعكس خوف العدو الصهيوني الداخل في حالة صمت كاملة"، مشيراً إلى أنّ "الواقع العسكري يؤكد أنّ أمريكا تتفوق على إيران كقوة جيش لجيش ولكن الأخيرة أوصلت رسالتها بنوعية الأسلحة التي تمتلكها من الصواريخ التي دكّت قاعدة عين الأسد".
وأوضح ان "صواريخ إيران البالستية طويلة المدى قادرة ليس فقط على الوصول إلى "إسرائيل" بل إلى أبعد من ذلك، وبالتالي اختيار هذه النوعية من الصواريخ رسالة واضحة بأنه لا يستطيع أحد المزايدة على طهران لا عسكرياً ولا سياسياً".
وأشار إلى أنّ "طهران تمتلك أوراقاً سياسية عديدة إلى جانب قدرتها العسكرية تجعلها في موقع القوة، فهي تشرف على مضيق هرمز والخليج الذي يمر منه ثلث نفط العالم الخام، واستغلال ذلك من قبل إيران سيؤدي لضرر كبير لأمريكا وحلفائها في الاتحاد الأوروبي".
وختم شعيب لـ"العهد" قائلا إنّ "الرد الإيراني على استشهاد القائد سليماني أعطى حالةً من الارتياح الشعبي لدى جمهور المقاومة والجمهور السوري خصوصاً، الذي يأمل أن لا تكون الصفعة الأخيرة للأمريكي".