الخليج والعالم
مهند الحاج علي لـ"العهد": كل محور المقاومة سينخرطُ في الحرب إن حلّت و سوريا جزءٌ منه
إقدام أمريكا على خطوة كاغتيال القائد قاسم سليماني منطقياً يعني أنها مستعدة للذهاب إلى أبعد الحدود و أعقد السيناريوهات المتوقعة، و بالتالي انزلاق الأمور نحو حرب إقليمية، فإيران سترد و مرشد الثورة آية الله الإمام علي الخامنئي طالب برد حتمي و قاسٍ من مجلس الأمن القومي الإيراني لاغتيال سليماني، والعميد اسماعيل قاآني قائد قوة القدس الجديد قال بصراحة: "انتظروا قليلاً و سترون أشلاء جثث جنود الشيطان الأكبر تتطاير في سماء الشرق الأوسط"، لا وضوح أكثر من ذلك وفي المقابل سيستقدم البنتاغون الأمريكي ثلاثة آلاف جندي أمريكي جديد إلى الشرق الأوسط، فكيف سيكون شكل الرد الإيراني وما موقف سوريا في حال اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران و أمريكا؟.
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي تحدث لموقع "العهد" الإخباري عن الموقف السوري من التصعيد الحاصل و الحرب المحتملة وقال بدايةً أنّ " أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي جاهزان لشن حرب في الشرق الأوسط لعدة اسباب، أولها المشاكل الداخلية التي يعاني منها ترامب وخاصة مشكلة التحقيق في الكونغرس الأمريكي وأزمة الانتخابات المقبلة التي ممكن أن تعصف به نتيجة صراع اللوبيات داخل الإدارة الأمريكية، والواضح أنّ هناك طرفان يتصارعان في الداخل الأمريكي، طرف يريد شن حروب في أي مكان في العالم من أجل تنشيط حركة تجارة الأسلحة الأمريكية، والطرف الآخر يريد الاستمرار بنظام الحروب في الوكالة لحقن دماء الأمريكيين، ويبدو أن الطرف الأول هو الذي ينتصر في هذا الصراع، وهذا واضح من سياسات التصعيد التي تمارسها الولايات المتحدة وخاصة بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني".
وأضاف أنّ "نتنياهو وحزب الليكود يعانيان من فشل ذريع أيضاً في تشكيل حكومة اسرائيلية، وهناك صراح محموم على السلطة مع حزب أزرق أبيض، ويبدو أن نجم الليكود بدأ يأفل في الداخل الاسرائيلي، لهذا كل من نتنياهو وترامب يبحثان عن حرب خارجية تنقذهم من تردي الأوضاع الداخلية في بلدانهم، والمرشح هو إيران لأنه وكما صرح ترامب أن أيران لم تخسر أبداً في المفاوضات، وهذا يعني أن كل الحلول السياسية التي من شأنها أن تحفظ ماء وجه ترامب بعد انسحابه من اتفاقية الحد من النشاط النووي الإيراني باءت بالفشل، كما أنه يريد خنق القيادة الإيرانية وخنق الشعب الإيراني بالحروب السياسية والاقتصادية كما يفعل في سورية، ولكنه قد هزم هزيمة نكراء في الحرب السياسية والاقتصادية مع ايران".
وتابع أنّ "هذا المشهد واغتيال القائد سليماني من شأنه أن يطلق شرارة الحرب التي يبحث عنها ترامب ونتنياهو، ومن الواضح أنهم يستعدون لها، ولكنهما ينتظران من إيران أن تبدأها، كي تظهر أمريكا واسرائيل في موقف الدفاع عن النفس، وبالتالي تتاح لهما فرصة ذهبية لتدمير المنشآت النووية الايرانية ، ولكن القادة في إيران يديرون الصراع مع الولايات المتحدة منذ سنوات بذكاء منقطع النظير، صحيح أن ايران قد أسقطت طائرة امريكية واحتجزت سفينة بريطانية ولكنها كانت في موقع الدفاع عن النفس، حيث أن الطائرة والسفينة قد اخترقتا الحدود الايرانية، وبالتالي لم تنزلق الأمور نحو حرب، أما بعد اغتيال الفريق سليماني سيكون هناك رد قاسي، ولكن بنفس الذكاء الإيراني، حيث أظهرت القيادة الايرانية قدرة عالية على اللعب على حافة الهاوية وعدم السقوط بل إسقاط الاعداء بها".
وأكد الحاج علي قائلاً أنّ "هذا ما سوف يحدث، وساحة الرد كبيرة جداً تمتد على كل مساحة شرق المتوسط وغرب آسيا والرد سوف يكون صاعقاً وذكياً بحيث لا يقدم الأخوة في الجمهورية الاسلامية أي فرصة لكي ينقذ ترامب نفسه بحرب خارجية".
ورداً على سؤال "العهد" عن موقف سوريا من الحرب إن حدثت قال عضو مجلس الشعب السوري أنّ " كل محور المقاومة سوف يكون منخرطاً في هذه الحرب إذا ما اندلعت، ولكن نسبة التدخل ستفرضها مكان وزمان اندلاع المعركة، على سبيل المثال كل محور المقاومة انخرط في الدفاع عن سورية منذ تسع سنوات حتى الآن ولكن المعني الأول في خوض الأعمال العسكرية على الأرض هو الجيش العربي السوري، بينما الجمهورية الاسلامية قدمت الخبراء العسكريين والدعم الاقتصادي اللامحدود، وحزب الله انخرط في العمل العسكري بشكل مباشر على الأرض حين كان ضرورة لذلك، وخاصة عندما كان الهدف من العدوان نقل الأعمال الإرهابية لداخل لبنان، فكان من الضروري التدخل العسكري المباشر لحزب الله على المناطق الحدودية خصوصاً، بينما كانت مساعدته في دير الزور مثلاً، بصفة مستشارين مثل المساعدة الإيرانية".
وأضاف: "في عدوان ٢٠٠٦ على لبنان كان المعني بخوض العمليات العسكرية هم مجاهدو حزب الله بينما قدمت سورية الدعم اللوجستي، والدعم الاستخباراتي والأسلحة و بناءً على كل ذلك نستطيع أن نقول أن أمريكا لن تواجه الجمهورية الاسلامية لوحدها بل ستواجه حلف مقاومة كبير وقوي ومنظم، ويملك القدرة على إدارة أي حرب تفرض عليه، كما أن وجود الكيان الصهيوني سيكون ضحية أي حرب على حلف المقاومة".
مؤكداً أنّ " هناك أُخوّة ووحدة مصير بين الشعبين السوري والإيراني، وبالتالي دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أي حرب قد تشن عليها هذا أمر بديهي، كما أنّ دور حلف المقاومة ككل في دعم أي طرف يتعرض لعدوان من أطرافه وهذا يندرج أيضا على الشرفاء في العراق وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية الصادقة والتي هي بالاساس ساهمت بدورها في دفع العدوان عن سورية، ومن البديهي أن الجميع سينخرط في الدفاع عن إيران حسب الحاجة وكلن حسب دوره، وبما تتطلبه ظروف المعركة المحتملة".