الخليج والعالم
سوريا .. الأرض التي لن تنسى وقع قدمَي قاسم سليماني
طيلة سنوات الحرب على الإرهاب، عرفت معظم الجبهات في سوريا الشهيد اللواء قاسم سليماني، فهو كان سببًا رئيسيًا بدعم الجيش السوري بالخطط العسكرية لاستعادة المناطق من التنظيمات الإرهابية التكفيرية، بدءا من حلب مرورا بالبادية ودرعا جنوبا وصولًا للبوكمال شرقاً. كان موجوداً فيها جميعها وعلى أرض المعركة مساهماً بانتصاراتها.
المحلّل السوري والخبير بشؤون الجماعات المسلحة حسام طالب في حديث لموقع "العهد" الإخباري يؤكد أنّ "الشهيد سليماني كان له دور كبير في قتال التنظيمات الإرهابية التكفيرية، حيث شارك على كل جبهات سوريا وكان له دور في وضع الخطط العسكرية لقتال التنظيمات الإرهابية التي تشوه صورة الإسلام الصحيح".
ويضيف "لقد شارك الشهيد بتخليص حلب وكل أهلها من جحيم حصار الإرهابيين الذي كانوا يعيشونه، وحارب على جبهات اللاذقية ضد إرهابيي تركيا وكان سببا بالنصر في معركة كسب، وحين حاصرت قطعان تنظيم "داعش" مدينة دير الزور كان مشاركاً بتحصينها وصمودها، وحين فك الجيش السوري الحصار أيضًا برفقة الحلفاء من المستشارين الإيرانيين كان على رأسهم، كما أنه شارك بعمليات تحرير البادية السورية وصولًا للبوكمال على الحدود العراقية".
ويؤكد طالب أنّ "سوريا ستبقى وفية لدماء الشهيد سليماني وأرضها لن تنسى وقع قدميه، وما اغتياله إلا لأنه كان شوكةً في حلق أمريكا و"إسرائيل" وحلفائهما من العرب وأدواتهم الإرهابية التكفيرية في سوريا، إذ إن المشروع الإرهابي الأمريكي سقط بفضل مساعدته وبفضل حنكته العسكرية التي ساعدت الجيش السوري على استعادة معظم الأراضي".
ويتابع طالب قائلًا إنّ "قاسم سليماني لم يكن رمزًا لطائفة معينة أو مذهب وعقيدة، بل كان رمزًا لكلّ المسلمين بكل طوائفها ومعتقداتها، فهو كان داعمًا لكل المسلمين ضد العدو الصهيوني وأمريكا، ابتداءً من حركة "حماس" مرورًا بحزب الله وسوريا وجيشها العقائدي وصولًا للمقاومة العراقية وبالتالي هو يَعني كل المسلمين وقاتل ذودًا عنهم جميعًا وعن القدس".
ويختم طالب حديثه: "دور الشهيد لم يقتصر على قتال الإرهابيين في سوريا والعراق، فهو من أفشل المخططات الأمريكية أيضا في الخليج بالسيطرة على باب المندب الذي كان هدفا لصفقة القرن عبر ربط الخليج بالبحر الأحمر ومنه للبحر المتوسط، وبالتالي كان له دور استراتيجي في الجانب العسكري لمحور المقاومة بأكمله".