الخليج والعالم
إنجازات اللواء سليماني لن تُنسى في سوريا
علي حسن
استشهدَ الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي بالقرب من مطار بغداد. هما من عرَفت جبهتا الساحتين السورية والعراقية حنكتهما العسكرية، وما استهدافهما فجر اليوم على يد الاستخبارات الأمريكية إلّا لأنهما جعلا من المخطط الأمريكي - الصهيوني هباءً منثورا. فسليماني هو من دبّر حماية العاصمة دمشق، وهو من حصّن حلب وساهم بإنقاذها، والمهندس هو من أعاد الموصل، وساهم بتحرير العراق من بغداد حتى معبر القائم - البوكمال، هما أهم أسباب انتصاراتنا، وفقدانهما وضع منطقة الشرق الأوسط أمام المزيد من التوتر والغليان وقد تكون الحرب على الأبواب.
مدير مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "نهج المقاومة سيستمر بعد استشهاد القائد قاسم سليماني وبوصلة المقاومة هي القدس، وهو كان قائدا لفيلق القدس، وهي عنوان كبير يجب الحفاظ عليه كما يجب أن تُحول مناسبة استشهاده لحالة ورمز للمقاومة"، مضيفًا أنّ "رحيل قائد لا يعني خلو الساحة وإن كان الرحيل بحجم قائد كسليماني فالعبرة بالنهج المقاوم أكثر من رمزية الأشخاص، وتعيين العميد اسماعيل قاآني خلفاً لسليماني يتؤكد أن الساحة ليست فارغة بل هي على ما هي عليه وهناك قادة كبار على قدر المهام و المسؤولية".
وتابع خلف "الأمريكي يهرب من المواجهة المباشرة بهكذا عمليات وثقافته هي استهداف الرموز باعتقاده أنه ينهي نهجًا والرد يجب أن يكون بتعزيز محور المقاومة وعلى أقطابه رصّ الصفوف من إيران والعراق وسوريا حتى لبنان لأجل استمرار النهج".
ولفت إلى أنّ "بعض الأوساط الأمريكية لعبت في رأس الرئيس الأمريكي ترامب أنه يجب الرد على حادثة استهداف السفارة الأمريكية في العراق مؤخرا، وربطوها بحادثة استهداف السفارة الأمريكية في طهران عام تسعة سبعين والتي انتهت بإطاحة كارتر وبالتالي كي لا يكون مصيره مثل كارتر يجب أن يرد وترامب رئيس طائش أقدم على جريمة حمقاء لمصلحة بقائه في الرئاسة خصوصًا وأن أمريكا مقبلة على انتخابات".
وأكد المفتاح أنّ "للعدو الصهيوني أضلعًا كبيرة في الاستهداف ويجب الرد عليه بفتح ساحات المواجهة من إيران وصولًا للبنان وذلك يحتاج لقرار سياسي من العراق خصوصا، فالأمريكي يريد فصل ساحات محور المقاومة عن بعضها بعضاً والرد بفتحها لنُشعِر الأمريكي أنه ارتكب جريمة كبرى".
اللواء سليماني كان داعمًا لسوريا عسكريًا وفي الجبهات
من جهته، قال المحلّل السياسي والاستراتيجي السوري كامل صقر لموقع "العهد" الإخباري إن "خسارة دمشق تعادل خسارة إيران باستشهاد الحاج قاسم سليماني فهو من أبرز وأعمق حلفائها وأكثرهم دهاءً والتحامًا بها، وهو من أقوى القادة الميدانيين ممن حاربوا أعداءها في حلب وريف حلب والبادية والشرق وصولا إلى البوكمال"، مضيفا إنّ "خسارة دمشق في اغتيال الجنرال قاسم سليماني تكاد تعادل خسارة إيران نفسها من الناحية العسكرية الميدانية، فهو الذي قضى أكثر من عشرة أيام بلياليها على تخوم مدينة البوكمال إلى حين تحريرها من تنظيم داعش، وقدّم لحلفائه في المؤسسة العسكرية السورية الكثير من خطط التحصين والدفاع والهجوم الميداني التي تقوم على أساس حرب العصابات في مواجهة التنظيمات الراديكالية في العديد من مناطق الجغرافيا السورية وكان أيضًا مساهمًا في تسليح الجيش السوري بأنماط متقدمة من السلاح النوعي".