الخليج والعالم
"واشنطن بوست": السفارة الأميركية في بغداد أكبر ضحايا سياسة ترامب
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً تناولت فيه الاحتجاجات التي شهدها محيط السفارة الامريكية في العاصمة بغداد بعد قصف طائرات الاحتلال الأميركي مواقع الحشد الشعبي في القائم بمحافظة الأنبار، حيث أشارت إلى أن السفارة ضحية سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تجاه إيران.
الصحيفة وصفت الهجوم على السفارة بأنه تزامن مع تراجع في الوجود الدبلوماسي والتأثير الأميركي وسط المواجهة مع إيران، موضحة أن "الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في السفارة أجبروا على الهروب إلى الغرف الآمنة في السفارة، حيث تم إرسال قوات "مارينز" ترابط في الكويت لزيادة حماية السفارة".
وقالت الصحيفة "إن العراق يعيش منذ سنين حالة من التنافس والشد والجذب بين أميركا وإيران، وإن واشنطن قد خفضت بصماتها العسكرية فيه لأنها شعرت أن التأثير في البلد سيظل قائماً، فقررت بناء مجمع ضخم للسفارة والذي يعتبر الأضخم في العالم من ناحية المساحة"، مبينة أن "السفارة ومنذ ربيع عام 2019 تعمل بطاقم قليل من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة بسبب التهديدات".
وذكر التقرير أن "المفتش العام لوزارة الخارجية انتقد العدد القليل من العاملين في سفارة بغداد في تقريره الذي نشره بتشرين الثاني وقال إن العدد القليل من المسؤولين يؤثر على عمليات مهمة في العراق".
وأضاف "تم خفض فريق عمل وكالة التنمية الدولية الأمريكية إلى ستة أشخاص يشرفون على ميزانية 1.16 مليار دولار لدعم مشاريع الاستقرار والبرامج الإنسانية".
وبحسب نقاد ترامب فإن سياسة (أقصى ضغط) القائمة على فرض عقوبات اقتصادية ضد إيران زادت من التوتر وقربت من النزاع وكانت وراء تخفيض عدد الدبلوماسيين العاملين في العراق مما يجعل السفارة أول ضحية من ضحايا حملة الإدارة ضد إيران"، حيث قال المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما والباحث في معهد الأمن الأمريكي الجديد "الان غولدينبرغ": "لقد خلقنا وضعا لم نعد قادرين فيه على توفير السلامة للعاملين هناك، وهذا يضر بتأثيرنا وفعاليتنا وقدرتنا على معرفة ما يجري على الأرض".
وفي السياق، بينت "واشنطن بوست" في تقريرها، أن "القادة العراقيين شجبوا الغارات لأنها خرق لسيادة العراق والقواعد التي تحكم عمل أكثر من 5.000 جندي أمريكي تم نشرهم للمساعدة على هزيمة تنظيم "داعش"، وبرر المسؤولون الأمريكيون الغارات على كتائب حزب الله في العراق وسوريا بأنها رد على مقتل متعهد أمريكي وجرح أربعة آخرين بعد إطلاق صاروخ على قاعدة عسكرية قرب كركوك".
انتقادات واسعة لسياسة ترامب
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية: "لا يوجد خطط لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين، لكن المراقبين يتوقعون تخفيض عدد الدبلوماسيين بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة".
وتابعت الصحيفة إن "عدد الدبلوماسيين حدد من قدرة السفارة إدارة مشاريع المساعدة وإرسال الدبلوماسيين إلى الميدان للتعرف على ما يجري ومقابلة القادة العراقيين".
أما السفير الأمريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان، فقد لفت إلى أنه "في ضوء العدد القليل للدبلوماسيين والعسكريين في السفارة وقلق مايك بومبيو حول سلامة الأمريكيين فإنه لن يتفاجأ بتخفيض العدد أو إعادة ترتيب الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين".
وبحسب "واشنطن بوست" لم تكشف الخارجية الأميركية عن العدد العامل في السفارة منذ أمر بومبيو بإجلاء كل العاملين غير الضروريين فيها، وهناك 352 مواطناً أمريكياً وأجنبياً في العراق. وفي الوقت الذي قال فيه مسؤول في الخارجية إن العدد زاد عن 352 عاملا إلا أن آخرين يشيرون إلى أن العدد هو 300 موظف مما يعيق عمل السفارة الدبلوماسي.
كما اعترف المسؤولون في الخارجية أن العدد جرى تخفيضه ما بين أيار وتشرين الأول 2019، متسائلين حول الهدف من ذلك إن كان السبب تخفيض النفقات أم تحسباً لمواجهة محتملة مع إيران.
وقال نقاد، وفقاً للصحيفة، إن "الغارات الجوية لم تكن متناسبة مع الهجوم على القاعدة وانتقدوا قرار تحمل المسؤولية بعد وقوعها مباشرة، وإن إيران كانت في وضع دفاع ولكن هذه الهجمات جاءت بطريقة غير منظمة وبدون تنسيق مع العراقيين".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، "يحاول الإيرانيون استفزاز رد مبالغ فيه لحرف النقاش عن إيران إلى الولايات المتحدة ونجحوا".