الخليج والعالم
الجيش السوري على بعد كيلومترات من معرة النعمان.. وخطوط التواصل مفتوحة لتسليمها
علي حسن - دمشق
تابعت وحدات الجيش السوري عملياتها العسكرية في ريف إدلب، وخلال وقت قياسي سيطرت على مناطق عديدة تحت غطاء جوي روسي سوري كثيف ووصلت إلى مشارف مدينة معرة النعمان و بلدة جرجناز التي تعتبر أكبر معقل في المنطقة للإرهابيين الأجانب. فهل سيثمر التقدم السريع للجيش، تجنيب معرة النعمان العمل العسكري وتسليمها من قبل الجماعات المسلحة؟
مصدرٌ عسكري سوري قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "قوات الجيش تابعت تقدمها في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي لادلب وسيطرت على قرى الحراكي والهلبة وتمايا وأبو شرجة بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) و"أجناد القوقاز""، مضيفاً أنّ "وحدات الجيش سيطرت على بلدة التح شرق معرة النعمان التي تبعد عن الطريق الدولي حلب – دمشق شرقاً نحو 5 كيلو مترات كما تبعد عن بلدة جرجناز احدى أهم معاقل إرهابيي "النصرة" و"الأجناد" من الجهة الجنوبية نحو اثنين كيلو متر فقط".
وأكد المصدر أنّ "نقطة المراقبة التركية رقم 8 في بلدة الصرمان بريف ادلب باتت محاصرة من قبل قوات الجيش السوري من ثلاث اتجاهات وطريق الإمداد نحوها من الجهة الشمالية بات مرصوداً بالنار من قبلها أيضاً"، لافتاً إلى أنّ "الجيش دخل محافظة ادلب منذ إطلاقه للمرحلة الثانية من العمل العسكري بعمق يزيد عن 5 عشر كيلو متراً".
وأوضح ان "السيطرة على معرة النعمان تعني فتح طريق حلب – دمشق الدولي وحمايته من مناطق المسلحين المحيطة في سراقب وغيرها"، وقال إن "الأهم هو بلدة جرجناز التي بات يمكن لوحدات الجيش الدخول إليها خلال ساعات قليلة من المحورين الجنوبي و الغربي".
عمر رحمون
من جهته، قال عضو لجنة المصالحة الوطنية في سوريا عمر رحمون في حديث لموقع "العهد" إنّ "هناك تحركات باتجاه تسليم مدينة معرة النعمان والقرى المجاورة للجيش العربي السوري من دون قتال، بعد حصول تواصل مع عدد من الأطراف الفاعلة في المنطقة ومنها وجهاء معرة النعمان وقرى الغدفة ومعر شورين مؤخراً مع اقتراب الجيش السوري ".
واضاف أنه "جرى تقديم اقتراح لإجراء مصالحة وتشكيل لجنة للتواصل مع قرى ريف إدلب الراغبة بدخولها، تسمح بدخول وحدات الجيش إلى هذه القرى من دون معارك"، مشيرا إلى ان "هذه الفعاليات التصالحية قدمت وعوداً حتى الآن على أن تعطي جوابها عن هذا الأمر قريباً جداً".
وأوضح رحمون لـ"العهد" أن "التوصل لمثل هذا الاتفاق وارد، لكن وجود تنظيمات إرهابية من "الإيغور" و"جبهة النصرة" و"أجناد القوقاز" وغيرهم من الأجانب، والتي لا تنتمي إلى المنطقة، قد يجعل فرص التوصل لهذا الاتفاق قليلة، ويترك الكلمة النهائية للميدان الذي يسير لصالح الجيش السوري".
وأشار رحمون إلى أن "الجانب التركي يضغط على المسلحين والإرهابيين للاستمرار بالقتال وعدم الذهاب باتجاه أي مصالحة، والضغط العسكري من قبل الجيش السوري سيكون له دور إيجابي بخصوص قبول التنظيمات الإرهابية بتسليم القرى من دون قتال، علماً أن الخطوط مفتوحة بين لجان المصالحة وكل القرى التي دخلها وسيدخلها الجيش".