معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كاتب أميركي: وعود ترامب كاذبة 
19/12/2019

كاتب أميركي: وعود ترامب كاذبة 

وصف الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرها موقع "ناشونال إنترست" سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملف كوريا الشمالية بالـ"ميتة رسميًا"، وقال إن سجل ترامب هو عبارةٌ عن سلسلة من الوعود الكاذبة، والفرص الضائعة والمبادىء المنتهكة والتخلي عن النوايا.

وتناول الكاتب العلاقات الأميركية الصينية، مشيرًا إلى استمرار الحرب التجارية على الرغم ممّا يقال عن علاقة الصداقة التي تجمع بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، كما قال إن الأميركيين عانوا من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين، وكذلك عانوا من إجراءات الرد التي قامت بها بكين.

وتحدث الكاتب عن صمود قوي للصين، وقال إن بكين تشكك بمدى قوة موقف ترامب نظرًا إلى اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

الكاتب تطرق إلى تدهور العلاقات الأميركية الصينية في مجالات أخرى غير الاقتصاد، وذكر في هذا السياق الخلافات حول قضايا جيوسياسية وقضايا "حقوق الإنسان"، وأردف أن هذه الخلافات أدت إلى توسيع الفجوة بين البلدين، كما قال إن إدارة ترامب تفتقد إلى استراتيجية فاعلة "للتأثير الإيجابي على سلوك الصين"، وإن تركيز ترامب حصرًا على ملف التجارة جعله يفتقد إلى استراتيجية متماسكة في مجالات أخرى.

الكاتب تحدث أيضًا عن العلاقات الأميركية الروسية، مذكرًا بأن ترامب تعهد خلال الحملة الانتخابية عام 2016 بتحسين العلاقات مع روسيا، لكن إدارته فرضت المزيد من العقوبات على موسكو وقدمت المزيد من المساعدات لأوكرانيا ضد روسيا، وأضاف أن إدارة ترامب زادت من التمويل والوجود العسكري لحلف "الناتو"، وطردت عددا من الدبلوماسيين الروس يفوق العدد الذي طُرد خلال حقبة سلفه باراك أوباما.

وتابع الكاتب أن واشنطن لم تبذل مساعيَ حقيقية لتسوية ملف أوكرانيا، وقال في هذا السياق إنه لا يمكن تصور موسكو وهي "تعيد" جزيرة القرم أو دونباس أو تقدم تنازلات في أي ملف آخر، دون تقديم تنازلات في المقابل، موضحا أن سياسات إدارة ترامب عززت فرص تعاون روسيا مع الصين ضد واشنطن أكثر من أي وقت مضى، وتحدث أيضا عن قيام روسيا والصين بالتنافس مع أميركا في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى في أميركا اللاتينية.

كما نبه الكاتب من أن عديد القوات الأميركية في الخارج لم يتغير رغم وعود ترامب بإنهاء الحروب، وأشار في هذا السياق إلى قيام ترامب بزيادة عديد القوات في أفغانستان وإلى وجود "غير قانوني" في سوريا.

وحول سوريا، شدد الكاتب على أن بضع مئات من القوات الأميركيين لا يمكنها تحقيق الأهداف المفترضة مثل إنهاء نفوذ روسيا وإيران، أو إجبار الرئيس بشار الاسد على التنحي، غير أنه حذر من أن استمرار وجودها في سوريا يعني استمرار التورط الأميركي في نزاع في غاية التعقيد، ولفت في الوقت نفسه إلى أن النزاع في سوريا لا يشكل أهمية كبرى على صعيد المصالح الأمنية الأميركية.

وتحدث الكاتب عن السعودية، واصفا حكومتها بالفاسدة والفاقدة للكفاءة والقمعية والمتهورة، كما أشار إلى قيام ترامب بزيادة عديد القوات الأميركية في السعودية، وقال إنه جعل الجنود الأميركيين بمثابة حراس شخصيين للأسرة الملكية السعودية، وأضاف أن الهجوم الذي نفذه جندي سعودي في إحدى القواعد العسكرية الأميركية في ولاية فلوريدا هو ثمن إضافي للعلاقات الأميركية السعودية.

الكاتب أتى على ذكر فشل سياسات ترامب في كوبا وفنزويلا، وتحدث عن رضوخه في موضوع التحالفات كما تطرق إلى خلافات واشنطن مع دول حليفة مثل كندا والمكسيك واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وعدد من البلدان الأوروبية، وذلك بسبب مواقف ترامب المعارضة للتجارة الحرة.

عقب ذلك عاد الكاتب وشدد على أن كل ذلك يشكل سجلا سيئا جدًا بعد حوالي ثلاثة أعوام من تولي ترامب الرئاسة. وفيما أشار إلى أن الموضوع الاقتصادي هو الأهم لأغلب الناخبين الأميركيين وإلى أن أميركا تشهد حاليا موجة من خلق الوظائف، نبه إلى أن القضايا الدولية قد تحوز اهتماما اكبر في حال تراجع الاقتصاد الأميركي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام المقبل، وقال إن ترامب قد يندم في حال تحقق هذا السيناريو، وإن نتائج سياسات ترامب لا تبدو مختلفة كثيرا عن نتائج سياسات أوباما وغيره من الشخصيات المعروفة من الحزب الديمقراطي.


 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم