الخليج والعالم
تخوفاً من المقاومة الشعبية.. واشنطن تعزز وجودها شرق سوريا
علي حسن - دمشق
أدخلت قوات الاحتلال الأمريكي قافلةً ضخمة من السيارات والشاحنات التي تحمل عتادًا عسكريًا ومواد لوجستية عبر الحدود مع شمال العراق إلى القامشلي شمال شرق سوريا، بهدف تعزيز نقاط تواجدها في الجزيرة السورية. وجاء ذلك الإجراء في وقتٍ أكدت فيه وثيقة عسكرية أمريكية سربتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قوات واشنطن الموجودة في سوريا تواجه تهديدات من قبل القوات الرديفة للجيش السوري، وحذّرت الوثيقة من الصعوبات التي تواجه القوات الأمريكية بسبب التعقيدات المحيطة بالمنطقة. وهل يعني ذلك أن المقاومة الشعبية السورية بدأت ضد الاحتلال الأمريكي نشاطاتها خصوصاً وأنّ دمشق لطالما أكدت مسبقاً أنّ هذه المقاومة ستنطلق لتحرير الشمال والشرق السوريين؟.
الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد علي مقصود قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "نقل القوات الأمريكية من سوريا إلى العراق ثم إعادتها، سلوك يعكس التخبط الكبير في السياسة الأمريكية وغياب قواعد الاشتباك إن حصلت مواجهة، سيما وأن هناك رسائل قد وصلت للاحتلال الأمريكي منذ ثلاثة أسابيع حين استهدفت صهاريج وقود تابعة له في سوريا"، مضيفاً أنّ "ذلك الاستهداف يحمل رسالة تصميم سوريا على استعادة أرضها ونفطها وثرواتها التي ينهبها الأمريكي، وما هو إلا بداية للمقاومة الشعبية التي ستؤدي لاستعادة سوريا لحقوقها".
وتابع مقصود حديثه لـ"العهد" أنّ "الجزيرة السورية تشهد تطورات كثيرة منذ الإعلان عن العملية العسكرية التركية العدوانية وما يدور حالياً من انتشار للجيش السوري على الحدود وتوسع رقعة انتشار الروسي للمناطق الشرقية لسوريا من أرياف حلب والرقة وصولاً للقامشلي التي يتم فيها توسيع قاعدة جوية روسية، وبالتالي تماس الروسي مع حدود حلف شمال الأطلسي، ما أدى للتخبط الأمريكي الحالي وإعادة انتشار القوات الأمريكية في شرق سوريا كاستعراض للقوة ردًا على الوجود الروسي".
وأكد مقصود أنّ "الأمريكي تعرض لاستهداف منذ تسعة أيام لتعزيزات عسكرية قادمة له لمحيط منابع النفط في حقلي العمر والتنك النفطيين، وهو رسالة إضافية من المقاومة الشعبية بأن الاحتلال الأمريكي لن يستمر بوجوده وسيولد مقاومة أكبر ضده وستكون ناضجة وقادرة على تغيير المعادلات والموازين"، وختم حديثه إنّ "الأمريكي بات متخوفاً جداً من هذه المقاومة الشعبية والبيئة المحيطة به حاضنة لهذه المقاومة ومعادية له".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024