معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

16/12/2019

"واشنطن بوست": التدخلات الأميركية ازدادت بعد الحرب الباردة

نشر الكاتبان "ستيفن ورثم" و"سمول موين" مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" اعتبرا فيها أن الولايات المتحدة قامت على مدار العقود الماضية "بتطبيع الحروب" وجعل السلام يبدو شيئا غير قابل للتحقيق أو التصور، وأضافا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بإطالة أمد الحروب وتصعيدها رغم وعوده بوقفها.


وشدّد الكاتبان على أن موضوع التدخلات العسكرية الأميركية لا ينحصر برئيس أميركي محدد، وأن نهاية الحرب الباردة شكلت فرصة تاريخية لنشر السلام، إلا أن القادة الأميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي اختاروا مسارا آخر يتمثل بشن الضربات بواسطة الطائرات المسيرة وعمليات اقتحام لعناصر القوات الخاصة، وكذلك احتلال دول مثل العراق وأفغانستان.

ولفت الكاتبان إلى أن عدد التدخلات العسكرية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة يفوق عدد التدخلات خلالها، واستشهدا بالارقام الصادرة عن مكتب أبحاث الكونغرس التي تفيد بأن ما يزيد عن 8% من "المغامرات" الأميركية في الخارج منذ عام 1946 حصلت بعد عام 1989، وعليه خلصا إلى أن الكونغرس وسواء تحت سيطرة الديمقراطيين أو الجمهوريين سمح للرؤساء الأميركيين ببدء الحروب ومواصلتها.

وتحدّث الكاتبان عن تآكل المعاهدات الدولية و"الواجبات الدستورية"، وقالا إن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون على سبيل المثال استغل القرارات الأممية من أجل تبرير الاعتداء على العراق أواخر عام 1998، كما ذكّرا بالعمليات التي قادتها الولايات المتحدة في كوسوفو، وبأن إدارة كلنتون لم تحصل وقتها على تفويض أممي.

ورأى الكاتبان أن القانون الدولي لا يُعار له وزنًا في القرارات التي تتخذها الولايات المتحدة على صعيد السلم والحرب، مؤكدَين أن الكونغرس لا يقوم بواجبه لجهة قرارات الحرب، ويسمح للرؤساء الأميركيين بالتصرف بحرية في هذا الموضوع.

الكاتبان شددا على أن وضع السلام كأولوية يتطلب تحولاً في الذهنية الموجودة في واشنطن، وقالا إن الانسحابات العسكرية وليس ارسال القوات إلى الخارج، هي التي تدفع بالمسؤولين الأميركيين إلى الاستقالة، ولفتا في هذا السياق إلى استقالة وزير الحرب الأميركي السابق جايمس ماتيس بسبب معارضته لتعهد ترامب بسحب قواته من سوريا.

واعتبر الكاتبان أن الخبراء الأميركيين يتهمون ترامب بخيانة الأكراد، لكنهم لا يريان مشكلة في العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في الخارج، كذلك تحدثا عن معارضة شعبية للحروب، واستشهدا بإستطلاع أجرته مجموعة أوراسيا هذا العام وجد أن عدد المواطنين الأميركيين الذي يؤيدون خفض الانفاق العسكري يفوق العدد الذي يؤيده.

كذلك أردف الكاتبان أن المحاربين الأميركيين القدامى يدعمون وعود ترامب لجهة إنهاء الحروب في الشرق الاوسط، وقالا إن الولايات المتحدة ستجد الكثير من الشركاء إذا ما "وضعت السلام أولاً"، وتحدثا أيضاً عن بحث واشنطن "عن وحوش" للقضاء عليها، كما قالا إن البديل ليس الانعزالية بل التعاون الدولي ضد التهديدات الكبرى مثل التغير المناخي والامراض الوبائية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم