الخليج والعالم
"ناشونال إنترست": حرب الطائرات المسّيرة تعرّي سياسة ترامب الخارجية
رأى الكاتب في موقع "ناشونال إنترست" بيتير هاريس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس ملتزما بسياسة خارجية تقوم على تقليص الدور الأميركي في شؤون العالم. وأشار إلى أن ترامب استمر بسياسة الانتشار العسكري الأميركي حول العالم واستخدام القوة، واصفا هذه السياسة بأنها الجانب الأهم والأبرز من "دور أميركا العالمي".
وشدد الكاتب على أنه لا يمكن أخذ حديث ترامب عن الانسحاب من الشرق الأوسط على محمل الجد، في الوقت الذي يرسل فيه ثلاثة ألف جندي إضافي إلى أفغانستان وآلاف الجنود إلى السعودية، لافتًا إلى "التعليمات التي أصدرها ترامب للجيش الأميركي بتأمين حقول النفط في سوريا وبشن ضربات ضد أنظمة إجرامية فضلاً عن حديثه حول معاهدات دفاعية مشتركة جديدة". وقال إن من يقوم بذلك لا يمكنه ارتداء عباءة المعادي للتدخلات الخارجية.
ورأى الكاتب أن استخدام إدارة ترامب للطائرات المسيرة يشكل أقوى دليل على ارتياح هذه الإدارة مع سياسة العمل العسكري المتواصل، ولفت إلى أن ترامب اتخذ العديد من الإجراءات من أجل توسيع استخدام الطائرات المسيرة من قبل الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات الأميركية. وأردف أن ترامب أعاد التفويض للـ "CIA" لتنفيذ ضربات بواسطة الطائرات المسيرة بشكل مستقل عن "البنتاغون"، منبّهًا الى أن إدارة أوباما كانت قد ألغت هذا التفويض مع اقتراب نهاية حقبته.
ولفت الكاتب إلى أن ترامب قام بتحجيم القواعد الموضوعة لزيادة الشفافية في موضوع سقوط الضحايا المدنيين نتيجة الضربات بواسطة الطائرات المسيرة، وإلى أنه أشرف على توسيع قادة جوية أميركية في النيجر، موضحا أن "الـCIA" والجيش الأميركي يمكنهما الاستفادة من هذه القاعدة لإرسال الطائرات المسيرة لتنفيذ الضربات في منطقة شمال أفريقيا.
وبحسب الكاتب، هذا يثبت رغبة ترامب برؤية المزيد من الضربات بواسطة الطائرات المسيرة في المزيد من الأماكن، فعدد الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأميركية ارتفع بشكل كبير خلال عهد ترامب، والأرقام الصادرة عن "مكتب الصحافة الاستقصائية" تتحدث عن 4582 ضربة جوية على الأقل بواسطة الطائرات المسيرة في أفغانستان منذ شهر كانون الثاني/يناير عام 2017، وعن سقوط 2500 قتيل إثرها.
كما أشار الكاتب إلى تنفيذ حوالي 270 ضربة جوية بواسطة الطائرات المسيرة في اليمن والصومال وباكستان، وإلى أن هذه الضربات أدت إلى سقوط 900 قتيل.
هذه الأرقام، يتابع الكاتب، تعني أن معدل الضربات الجوية الأميركية بواسطة الطائرات المسيرة في اليوم منذ مجيء ترامب يزيد عن أربع، فالأخير لا يؤمن بوضع قيود على الجيش ويحاول أن يجعل من الطائرات المسيرة عنصرا أساسيا في الحروب الأميركية "ضد الإرهاب الدولي".
وشدد الكاتب على أن كل ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة باستمرار وجودها الخارجي على مدى المستقبل المنظور، وعلى أن الطائرات المسيرة تعني القواعد الجوية والمحميات العسكرية والدخول في شراكات أمنية مع دول حول العالم. كما تحدث عن وجود أميركي طويل الأمد في النيجر في غرب أفريقيا وصولاً إلى أفغانستان في آسيا الوسطى، جازما بأنه لا انسحاب طالما هناك حاجة إلى القوات من أجل شن "حرب مسيّرات مكلفة".
كذلك اعتبر الكاتب أن كل هذه المعطيات تثبت أن ترامب ملتزم بلعب دور "شرطي العالم" رغم قوله العكس، مؤكدا أن الضربات بواسطة الطائرات المسيّرة هي شكل من أشكال التدخل العسكري الخارجي.
وخلص هاريس الى أن الحرب بواسطة الطائرات المسيرة تكشف حقيقة سياسة ترامب الخارجية والعسكرية، وتثبت أنه ليس ملتزمًا بتقليص الدور الأميركي في شؤون العالم. كما شدد على أن ترامب ملتزم بالتفوق العسكري العالمي والقدرة على التدخل العسكري في أي مكان وفقا للمشيئة الأميركية، وأنه ملتزم بالحرب الأبدية على أساس أنها السياسة المعتادة.