الخليج والعالم
خطة تركيا بالتغيير الديموغرافي تتكرّر في تل أبيض ورأس العين
استشهد خمسة عشر مدنيًا وأصيب العشرات في حصيلة غير نهائية لانفجار سيارة مفخخة مؤخرًا في مدينة تل أبيض بريف الرقة التي سيطرت عليها قوات الاحتلال التركي و مرتزقتها. وهي ليست المرة الأولى التي تشهد المناطق السورية التي دخلها الجيش التركي أعمالاً إرهابية كهذه إذ سبق وأن شهدتها عفرين والباب وحالياً تل أبيض ورأس العين والمستهدف الوحيد هو المدنيون العزل وليس الجنود الأتراك أو أي إرهابي من مرتزقتهم، فإلى ماذا تهدف مثل هذه الأعمال؟
شهدت مدينتا عفرين والباب تغييرا ديموغرافيا كبيرا بعد دخول الجيش التركي لهما، حيث سكن فيهما مرتزقة الجيش التركي ومسلحو الفصائل الإرهابية المدعومة تركياً برفقة عائلاتهم بعد طرد وتهجير أهلهما بطرق مختلفة، كان الترهيب أولها، وعلى ما يبدو فإن ذات السيناريو يتكرر اليوم في مدينتي رأس العين وتل أبيض.
مصدرٌ أهلي سوري من مدينة تل أبيض قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ " المدينة والقرى الريفية التابعة لها تشهد عملية تهجير ممنهجة من قبل قوات الاحتلال التركي ومسلحي الجماعات التابعة لها، فممارسات الأخيرة بحق السكان تدفعهم للهجرة والهروب من بطشهم وإرهابهم"، مضيفًا أن الإرهابيين يمارسون كل ما يتاح لهم من سلب للمتلكات وسرقة منازل ومزارع وقتل للمدنيين واعتقالهم لترهيب الأهالي ودفعهم لترك المنطقة.
وأشار إلى أنّ " التفجير الذي وقع مؤخراً في تل أبيض هو التفجير الرابع في المدينة منذ دخول الجماعات الإرهابية إليها والعاشر في المنطقة إذ سبق وأن تم تفجير سيارات مفخخة في رأس العين وريفها وكلها لم تستهدف أية نقاط للجيش التركي أو إرهابييه بل وقعت وسط أحياء مدنية وجميع ضحاياها من المدنيين العزل والنساء والأطفال وهو ما يبدو أنه عمل إرهابي منظم وممنهج لدفع من تبقى من المدنيين لترك منازلهم والهروب بهدف تسكين مسلحي الفصائل وعوائلهم إذ سكنت في مدينة تل أبيض حتى اليوم أكثر من مئتي عائلة لإرهابييهم وإرهابيي تنظيم جبهة النصرة ".
وأكد أنّ " الجيش التركي يسعى لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينتين كما فعل سابقاً في عفرين والباب وذلك باستغلال عوائل الإرهابيين لهذا الغرض إضافةً لاستغلال هؤلاء الإرهابيين بالعمل العسكري العدواني الذي يشنه في المنطقة".
ولفت المصدر الأهلي في نهاية حديثه لـ"العهد" إلى أنّ " معظم أهالي مدينتي رأس العين وتل أبيض نزحوا إلى المناطق الواقعة بين الحسكة وبين مدينة المالكية وتقدر أعدادهم بنحو مئتي ألف مدني بحثاً عن الأمان".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024