الخليج والعالم
مصدر مطلّع لـ"العهد": أيّ هجوم تركي في ريف الحسكة سيؤدي إلى صدام مع الجيش السوري
لم تتوقف خروقات الجماعات الإرهابية المسلحة لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد المتفق عليه مؤخرًا في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي والطريق الدولي المحاذي لها طيلة الأيام الماضية، على الرغم من كل ما يحكى عن الجهود الروسية للتهدئة هناك وسحب قوات تابعة لتشكيلات "سوريا الديموقراطية"، وهو الأمر الذي لا يزال نقطة الخلاف الأهم التي تحول دون إعلان الاتفاق رسميًا من الجانبين الروسي والتركي والبدء بتطبيقه.
منذ قرابة العشرة أيام، كان هناك وقف لإطلاق النار غير معلن بين "قوات سوريا الديموقراطية" والجيش التركي ومرتزقته من الجماعات الإرهابية بوساطة روسية، لإيقاف العمل العسكري التركي هناك وإعلان انتهائه على مراحل، وكانت بلدة تل تمر بدايةً لهذا الاتفاق.
مصدرٌ سوري مطّلع على مجريات الأوضاع في تلك المنطقة قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ " لقاءات طويلة وعديدة عُقدت بين ممثلين عن مركز المصالحة الروسي وجيش الاحتلال التركي في نقاط قريبة من الطريق الدولي الذي يربط الحسكة وحلب بريف تل أبيض وأخرى مماثلة في بلدة مصيبين في الجانب التركي أيضًا وكانت مجمل المفاوضات تدور حول إخلاء الطريق الدولية المعروفة باسم M4 بشكل كامل من المظاهر العسكرية وإسناد مهمة حمايتها للجيش السوري".
وأضاف إنّ "قوات قسد ترفض هذه الخطوة حتى اليوم، ولا تزال تحتفظ بنقاط تفتيش على الطريق الدولي في عين عيسى وصولًا إلى عين عرب ومنبج ولها أيضًا نقاط تمركز في بلدة تل تمر التي دخل الجيش السوري أطرافها ومحيط محاورها ولم تدخلها مؤسسات الدولة السورية، إذ إنّ اقتراح الاتفاق حولها كان ينصّ على سحب قسد منها وإبعادها ثلاثين كيلو مترًا وتسليمها للجيش السوري كاملةً مع دخول مؤسسات الدولة السورية وقوى الأمن الداخلي والشرطة السورية ولكن قسد لا تزال متمركزة وتريد أن تحافظ على وجود قوات الأسايش التابعة لها فيها إضافةً لما يسمى بالمجلس العسكري السرياني المشكل من الآشوريين وذلك لإعطاء صبغة طائفية".
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ "الجانب التركي يرفض وجود أي مظهر من المظاهر التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، ولذلك شهدت المنطقة هجمات متقطعة وخروقات عديدة لوقف إطلاق النار في ريف بلدة تل تمر وهناك مخاوف حقيقية من هجوم تركي واسع على البلدة"، مؤكداً في نهاية حديثه لـ"العهد" أنّ "أي هجوم تركي سيؤدي إلى تعقيد المشهد واحتمال صدام جديد مع الجيش السوري، إذ إن وحداته موجودة في محيط البلدة وعلى خطوط التماس الأمامية، إضافةً للوجود الروسي بأكثر من ثمانين آلية وثلاثمئة جندي وبالتالي المنطقة مرشحة للتصعيد ويجب أن يكون هناك تدخل روسي لإيقاف أية هجمات تركية وإجبار قسد على الانسحاب بطريقة أو بأخرى".