الخليج والعالم
رفض عراقي واسع لزيارة بينس الاستفزازية
بغداد ـ عادل الجبوري
بعد احد عشر شهرا من الزيارة السرية والمفاجئة والسريعة التي قام بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب للعراق، جاء نائبه مايك بينس بنفس الطريقة تقريبا، مع تعديلات وتغييرات طفيفة في الوقت والتوقيت!.
وبدلا من ان يأتي بينس الى بغداد اولا، ويلتقي بكبار مسؤوليها وفق السياقات والاعراف السياسية والدبلوماسية المتعارف عليها، حط رحاله برفقة زوجته وعدد من مساعديه ومستشاريه في قاعدة عين الاسد الجوية غرب محافظة الانبار، التي يتواجد فيها مئات الجنود الاميركان، ومن هناك توجه الى مدينة اربيل-العاصمة المحلية لاقليم كرددستان-ليلتقي رئيس الاقليم نيجرفان البارزاني ورئيس الحكومة مسرور البارزاني وعدد من كبار المسؤولين الاكراد.
وبينما اكد مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ووزارة الخارجية، ان زيارة نائب الرئيس الاميركي للعراق تمت وفق ترتيبات مسبقة، وانه تباحث هاتفيا مع عبد المهدي في جملة من القضايا الجوهرية التي تمحورت حول ابرز ملفات العراق والمنطقة، عبرت قوى وشخصيات سياسية ودينية وثقافية عراقية عن رفضها واستهجانها لزيارة بينس، حيث وصفتها بالمخلة بالسيادة، مؤكدة رفضها القاطع لقبول الحكومة العراقية بترتيبات هذه الزيارة التي اقتصرت على قاعدة عين الأسد وأربيل، وشددت تلك القوى والشخصيات على ان قضايا السيادة الوطنية ليست ملكا لاحد ليضحي بها، وكان الاولى رفض الزيارة ان لم تراع سيادة الدولة العراقية.
وكان نائب الرئيس الاميركي اكد من اربيل بعد المباحثات التي اجراها مع رئيس الاقليم ورئيس الحكومة المحلية هناك، وبعد المحادثة الهاتفية مع رئيس الوزراء العراقي، ان واشنطن ترفض استخدام العنف ضد المتظاهرين العراقيين، وان القوات الاميركية ستبقى في العراق وسوريا الى امد غير معلوم، وانها ـ أي واشنطن ـ ستواصل دعمها للاكراد. في ذات الوقت الذي اعرب عن قلق بلاده مما اسماه النفوذ الايراني في العراق.
واشارت مصادر سياسية الى ان لقاءات نائب الرئيس الاميركي مع كبار المسؤولين الاكراد العراقيين احيطت بقدر كبير من السرية والكتمان، ولم تتضح حقيقة ما تم بحثه والاتفاق عليه بين الطرفين.
إلى ذلك ذكر بيان صادر عن رئاسة الاقليم، "ان الجانبين بحثا سبل تعزيز العلاقات بين الاقليم والولايات المتحدة بما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار ويحقق المصلحة العامة للعراق وعموم المنطقة، وان نائب الرئيس الاميرك شدد على أهمية التحالف بين واشنطن وإقليم كردستان، معتبرا ان الاكراد حلفاء مهمين للولايات المتحدة في المنطقة".
وتأتي زيارة بينس للعراق في وقت تصاعدت فيه الاصوات الرافضة للسياسات والمواقف الاميركية حيال الاحداث في العراق والمنطقة، في حين ابرزت بعض وسائل الاعلام المرئية والالكترونية معلومات تفيد بضلوع السفارة الاميركية في العراق بأحداث العنف والفوضى التي رافقت التظاهرات السلمية التي اندلعت في عدد من المدن العراقية خلال الاسابيع القلائل الماضية، اذ نقلت بعض وسائل الاعلام عن مصادر استخباراتية، تأكيدها وضع اليد على ادلة ووثائق تثبت تورط الاميركان بأثارة الفوضى في الشارع العراقي، والعمل على اخراج التظاهرات عن طابعها السلمي، من خلال تجنيد عملائها واتباعها، وضخ الاموال، وتوظيف الفضاء الالكتروني بهذا الاتجاه، وعبر التنسيق مع قوى واطراف اقليمية كالامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية و"اسرائيل".