الخليج والعالم
التواجد الإيراني الشرعي في سوريا .. أكبر الهواجس "الإسرائيلية"
عاد سيناريو الاعتداءات الصهيونية الواسعة على سوريا من جديد حيث عاشت دمشق أول من أمس ليلةً استثنائية شهدت مكاسرةً جويةً جديدة بين صواريخ العدو الصهيوني والدفاعات الجوية السورية، باستهداف الطيران الصهيوني من خارج المجال الجوي السوري وبكثافة محيط المدينة بعدد من الصواريخ، تصدت منظومات الدفاع الجوي السورية لمعظمها ودمرتها قبل الوصول لأهدافها.
الكاتب والمحلل الإستراتيجي السوري كامل صقر وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري رأى أن هناك دوافع انتخابية وسياسية داخلية للعدوان الصهيوني الأخير ولكن ليست هي السبب الأهم فيما يقوم به من هجمات واعتداءات على الأراضي السورية ولا أهمية بشكل كبير لتوقيت هذه الاعتداءات، مضيفاً أنّ "ما تخشاه "إسرائيل" هو واقعي وتتصرف على أساسه، وتدرك تماماً أن محور المقاومة ليس خاملاً وأنه يخطط لقادم الأيام لتضييق حالة الخناق عليهم في الأراضي المحتلة، وربما هذا الترتيب يبني لشيء ما مستقبلي قد يصبح في مرحلة ما صعبة الانضباط والتأثير ما لم يقم العدو بهذه الهجمات".
واعتبر صقر أنّ ما يحصل بين الفترة والأخرى هو عمل استباقي من العدو الصهيوني يحاول من خلاله لجم أمرٍ ما، ويعتقد أنه سيحصل ضده في المستقبل والأهم الآن بالنسبة له هو نتيجة جدوى ما يقوم به على مستوى منع محور المقاومة من عمل ما في المستقبل.
وأشار صقر لـ"العهد" إلى أنه في حال التصعيد في المستقبل فإنه سيبقى محدوداً عسكرياً وجغرافياً، إذ إن المنطقة عموماً لا تتحمل حالة تصعيد واسعة النطاق والكل يدرك هذه المسألة بمن فيهم الكيان الصهيوني وأمريكا والدول الاقليمية المتحالفة معهما وكلهم لا يريدون الذهاب إلى ذلك، بالمقابل إن احتمالات التصعيد الموضعية واردة بشدة سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان أو في سوريا وفي مسارات محددة أيضاً".
وختم صقر بالتأكيد أن الكيان الصهيوني قلق للغاية من هذا التعاون التقني والدفاعي العسكري بين أقطاب محور المقاومة وخصوصاً العلاقة بين طهران ودمشق التي باتت متينة جداً بعد الحرب على سوريا، ويعتقد أنه من خلال هجماته سيفكك هذه العلاقة بمعنى أن تجبر "تل أبيب" دمشق أن تصل إلى مرحلة تجد فيها نفسها غير قادرة على تحمل المزيد من الضربات الصاروخية الصهيونية وتطلب من طهران إخلاء المواقع التي يتمركز بها مستشاروها، إلا أن هذا الاعتقاد غير وارد بالنسبة لدمشق على الإطلاق"، لافتاً إلى أنّ "القيادة الإيرانية جاهزة لتنفيذ ما تطلبه دمشق منها على هذا المستوى لكن حكماً هذا التحالف المتين لا يمكن أن تنهيه ضربات صاروخية أو جوية هنا أو هناك مهما عَلَت شدّتها".