الخليج والعالم
الرئيس الأسد: الوجود الأميركي سيولّد مقاومة عسكرية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن دمشق تقيّم إيجابيا الاتفاق الروسي-التركي، لأن دخول روسيا على الموضوع يلعب دورا في سحب الذريعة الكردية لتهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي، مشيرا إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا سيولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وخروجهم الكامل من سوريا.
وقال الرئيس الأسد خلال مقابلة مع "قناة روسيا 24" و"وكالة روسيا سيغودنيا" إن "الإرهاب ليس له حدود، قد يكون اليوم في سوريا، وقد يكون في أقصى آسيا، أو قد يكون في أوروبا، كما حصل خلال السنوات الماضية من عمليات إرهابية، وقد يكون في روسيا".
وتابع ان "دمشق تقيم الاتفاق الروسي-التركي بشكل إيجابي، ليس انطلاقا من الثقة بالطرف التركي، بل لأن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دورا في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي".
وأضاف الرئيس الأسد ان "داعش" أتت بإرادة أمريكية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أمريكي، ولدينا قناعة ومعلومات بأن أمريكا كانت تحرك "داعش" مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب، وفي مقدمتها الجيش السوري".
وذكر ان "معظم السوريين الأكراد وطنيون يقفون مع دولتهم ومع الشعب السوري، ولكن هناك مجموعات البعض منها كردية والبعض الآخر عرب تعمل بإمرة الأمريكيين وهناك حوار معهم بعد عودة الجيش السوري إلى مناطق الشمال من أجل إقناعهم بأن الاستقرار يحصل عندما نلتزم جميعا بالدستور السوري".
وقال الرئيس السوري انه "بعد تسع سنوات حرب أعتقد بأن معظم الناس فهموا أهمية التوحد مع الدولة بغض النظر عن الخلافات السياسية، والدولة في كل العالم هي التي تحتضن الجميع. أعتقد بأننا نسير في هذا الاتجاه"، مضيفا: "نحن لن نوافق لا اليوم ولا غدا، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي".
وأكد الرئيس الأسد أن "الحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال، لا تعني الذهاب باتجاه نسف الدستور ولا إضعاف الدولة، الحرب يجب أن تكون تجربة نخرج منها بوطن أقوى وليس بوطن أضعف، أي شيء انفصالي لن نقبل به على الإطلاق".
وتابع الرئيس الأسد: "المسلح ليس حالة مجردة لديه أطفال عاشوا لمرحلة طويلة بعيدا عن القانون، وعن المناهج الوطنية، تعلموا مفاهيم خاطئة، فيجب أولا دمجهم بالمدارس وهذا ما أعلنا عنه منذ أسابيع قليلة لكي يندمجوا ويتشربوا من جديد المفاهيم الوطنية".
وأضاف "لجنة الدستور تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لا بد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا هو ليس نصا مقدسا".
ولفت إلى أن "الحل الأسلم لإخراج المحتل الأمريكي من الأرض السورية أن نتوحد كسوريين حول المفاهيم الوطنية"، مؤكدا أن الوجود الأمريكي في سوريا سيولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وخروجهم، إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تعيش بأي منطقة تحتلها وهي مرتاحة، وهذا ما حصل في العراق وأفغانستان".
واعتبر الرئيس الأسد ان "المساعي التركية لإعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى شمال سوريا هو مجرد عنوان إنساني، والهدف منه الخداع، لأن هذا يعني خلق صراع بين أصحاب الأرض"، مضيفا ان تركيا جاءت لخلق صراع على أسس عرقية، ولتدفق بالمسلحين الإرهابيين إلى سوريا والذين هزموا فيما بعد".