الخليج والعالم
الإعلام الأمريكي ينتقد زيارة أردوغان للولايات المتحدة
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه ما كان يجب على الرئيس دونالد ترامب أن يستضيف نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وذلك لأسباب عديدة، مثل العدوان التركي على شمال شرق سوريا، وشراء تركيا أنظمة مضادة للصواريخ من روسيا، بالإضافة إلى القمع الذي يمارس بحق الصحفيين ورموز المعارضة في تركيا.
وأضافت الصحيفة أن "كل ذلك بدا واضحا بالنسبة للمشرعين الأميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقرطي"، مشيرة إلى رسالة وجهها المشرعون إلى ترامب طالبوه فيها بإلغاء زيارة أردوغان.
الصحيفة قالت إن "ترامب لا يحترم سوى "الأقوياء"، ويرى أن اردوغان هو رجل قوي وجدير بالاحترام، مشيرة إلى لقاءاته مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت علاقات ترامب مع هؤلاء (أردوغان وبوتين وجونغ أون) قد تخدم الولايات المتحدة في الطريقة نفسها التي يعتقد من خلالها بأن العلاقات السابقة التي جمعت أميركا مع الاتحاد السوفييتي والصين في حقبة الحرب الباردة كانت قد ساهمت بخفض التوتر وتحسين مستوى الحياة في دول استبدادية".
وأشارت إلى أن "ترامب حيّا خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع أردوغان إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شمال سوريا الشهر الفائت"، وقالت إن "الرئيس الأميركي تجاهل حقيقة أن سحب القوات الأميركية هو الذي سهل الهجوم التركي، وان ما حصل لم يحقق شيئًا سوى تقليص نفوذ أميركا".
ووصفت الصحيفة ترامب بـ"الساذج"، لافتة إلى انه قال إن "هناك العديد من الأكراد الذين يعيشون في تركيا من دون ان يعانوا من أي مشاكل".
وتابعت الصحيفة أن اردوغان تمكّن من زيارة البيت الابيض دون أن يقدم شيئًا في المقابل، واصفة اردوغان بـ"السفاح الاستبدادي"، مؤكدة أن على البيت الأبيض ان يدرك ان "أي لقاء مع شخص كهذا يجب أن يحمل معه مكسبًا واضحًا وملموسًا للولايات المتحدة والعالم".
تركيا تتحوّل إلى دكتاتورية ناعمة
وفي سياق متصل، اعتبر الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" الأمريكي ان "تركيا تتحوّل إلى "دكتاتورية ناعمة" بعد ان كانت تعتبر "نموذجا إسلاميا مسؤولا"، مضيفا أن "اردوغان أصبح استبداديا بعد ان وصل إلى الحكم وحيّد دور الجيش"، ورأى أن زيارة أردوغان للولايات المتحدة جاءت بتوقيت غير مناسب على الإطلاق.
وتابع الكاتب ان "ممارسات أردوغان طالت مواطنين أميركيين"، مشيرا إلى "اعتقال وسجن المواطن التركي الأميركي سيركان جولج واعتقال القس الانجيلي الأميركي أندرو برونسون".
وقال باندو إن "تركيا تتبنى نهجًا يتعارض مع الأهداف الأميركية على الصعيد الجيوسياسي"، لافتا في هذا السياق إلى أن "أنقرة سمحت لمقاتلي "داعش" بالعبور إلى سوريا عبر اراضيها، كما ارتبط النظام التركي مع الإرهابيين في "علاقة جيدة" بدلاً من محاربتهم".
وتابع الكاتب أن "الغزو التركي شمال شرق سوريا عطل الخطط الأميركية"، مشيرا إلى ان "تركيا وحلفاءها من "المتمردين السوريين" ارتكبوا التطهير العرقي"، على حد قوله.
وأضاف أن "تركيا قامت بتوطيد علاقاتها مع روسيا، عبر شرائها صواريخ "S-400" رغم اعتراض واشنطن"، وقال إنه "في وقت رفضت إدارة ترامب الاستجابة لمطالب "الكونغرس" بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وصلت العلاقات الثنائية بين البلدين حينها إلى حالة يرثى لها، خصوصا أن ليس لدى انقرة الكثير من الأصدقاء في أميركا".
الكاتب تابع أن "مشكلة تركيا ليست فقط مع الولايات المتحدة بل مع أوروبا أيضاً، وأنه ليس من المؤكد أن تقف أنقرة إلى جانب أي دولة اوروبية في حلف "الناتو" في حال اندلاع المواجهة".
كما قال باندو إن "ترامب ما كان يجب أن يوجه دعوة لاردوغان لزيارة اميركا"، داعيا إلى "فرض حظر على بيع طائرات "اف-35" إلى انقرة في حال اقدمت الأخيرة على "تفعيل" صواريخ "اس-400" الروسية".
وطالب الكاتب بـ"إخراج الأسلحة النووية الأميركية من قاعدة انجرليك، إذ لا يمكن الوثوق بأنقرة في هذه المسألة"، داعيا إلى إقصاء تركيا من أي خطط عسكرية للشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم.
وتابع الكاتب أن "على الولايات المتحدة ودول أخرى في "الناتو" وضع إجراءات تسمح بتعليق عضوية الدول "المنحرفة" وطردها، وتطبيق هذه الإجراءات بحق تركيا"، وقال إن "المطلوب على أقل تقدير هو تعليق عضوية أنقرة، وذلك من أجل الحد من اطلاع أنقرة على معلومات استخباراتية حساسة ومن قدرتها على التسبب بمشاكل لـ"الناتو، مضيفا أن "ذلك سيسمح بمجيء حكومة جديدة لديها موقف مختلف".
وختم باندو قائلا إن "ترامب كان يجب أن يتّصل بنظيره التركي هاتفياً، إذ لا حاجة لاستقباله في أميركا"، مضيفا انه "ربما كان ترامب واردوغان صديقين، إلا أن ذلك لا ينطبق على العلاقات بين واشنطن وانقرة".