الخليج والعالم
التخبط الأمريكي في السياسة الخارجية .. الإنسحاب من سوريا مثال
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرًا تحدث عن "تصادم الإندفاعات" في السياسة الخارجية الأميركية، إذ أشار إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تقلّص دورها على صعيد العالم وترك الأطراف في الخارج تتولى مسؤولية حل مشاكلها ، لكنها في الوقت نفسه تريد إطالة أمد "الأحادية القطبية الأميركية"، لافتاً إلى محاولات أميركا منع الحكومة السورية من إستعادة كامل أراضيها.
التقرير حذّر من أن "الرغبات المتنافسة هذه" قد تؤدي إلى سلسلة من الاخفاقات الاميركية كما حصل في سوريا، وتحدث عن تركيز المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الاميركية على ضرورة إنهاء الحروب ، تماشيًا مع موقف الشارع الأميركي إزاء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، وأضاف أن مسار السياسة الأميركية في سوريا بيّن مدى صعوبة أن يتكيّف صناع السياسة مع القيود التي يفرضها الواقع السياسي الداخلي، وأن السياسة الأميركية منذ بدء الأزمة في سوريا تعاني من عدم تطابق "الطموحات" مع الموارد، موضحًا أنه يتم رسم طموحات كبيرة دون أن تخصص الكثير من الموارد لتحقيقها.
وأظهر التقرير أن النتيجة كانت قيام معسكرات مختلفة داخل أميركا بالعمل على تحقيق أهداف متناقضة، إذ تم الخلط ما بين المقاربات التكتيكية و النتائج الإستراتيجية، وكمثال على ذلك إختلاف الآراء حول دعم واشنطن لأكراد سوريا، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأميركيين وصفوا علاقة واشنطن مع الاكراد السوريين بالمؤقتة والتكتيكية والتي تهدف فقط إلى هزيمة داعش، غير أنه لفت الى أن البعض في واشنطن وجد في "قضية" الأكراد هدفًا بحد ذاته، بينما بدأ آخرون في النظر بدور جديد "لوحدات حماية الشعب الكردية" يتمثل بإحتواء إيران والضغط على الحكومة السورية.
وأشار إلى أن توسيع الاهداف الأميركية ساهم في خلق "أعداء جدد"، كالموقف التركي من الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية، فتركيا إجتاحت منطقة عفرين بعد إعلان الولايات المتحدة أوائل العام الماضي إنشاء قوة تتألف من 30000 عنصر من اجل "حماية الحدود" تتألف من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية"، وقد شكّل منع حدوث هجوم تركي آخر سببًا إضافي لبقاء القوات الأميركية واللإلتزام بتعهداتها، إلا أن ذلك لم ينجح بحسب التقرير، فاللاعبون الاقليميون شككوا بمدى تصميم واشنطن على الوفاء بإلتزاماتها.
وأوضح أن الأطراف الإقليمية اعتبرت أن الإنسحاب الأميركي وحتى الإنسحاب المحدود هو مؤشر على أن واشنطن لن تبقى منخرطة على الأمد الطويل ومن الممكن إجبارها على الخروج من سوريا تحت الضغط.
وبرأي المجلة، تركيا إستمرت في المساعي من أجل تحقيق هدفها بوقف التعاون بين الولايات المتحدة و"وحدات حماية الشعب الكردية" وتقويض محاولات الأكراد للحكم الذاتي.
وعليه، خلص الى أنه لم يكن بإمكان الدبلوماسيين الأميركيين الرد على الضغوط التركية في ظل غياب دعم ترامب لهم.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024