الخليج والعالم
كيف جندت السعودية موظف "تويتر" أحمد أبو عمو للتجسّس على معارضيها؟
تحدثت الكاتبة بتسي موريس في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تجنيد السلطات السعودية للموظف السابق في "تويتر" أحمد أبو عمو من أجل التجسس على المعارضين، مشيرة إلى ان بدر العساكر الذي يشغل منصب مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من عمل على تجنيد أبو عمو.
وقالت موريس إن "أحمد أبو عمو عاش في منطقة سياتل الأميركية نمط حياة لا يختلف عن جيرانه، إلا ان هذه الحياة انقلبت رأسا على عقب عندما قام مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتقاله، ووجهت له تهمة العمل كعميل للحكومة السعودية عندما كان يعمل سابقا مع شركة "تويتر"".
وكشفت موريس عن أنه "جرى تجنيد أبو عمو، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية واللبنانية، من ضابط صاعد في الحكومة السعودية، بحسب الشكوى، وكان المسؤول الذي لم يكشف عن هويته في الشكوى، هو بدر العساكر، بحسب شخص مطلع على القضية، وقد أصبح العساكر منذ ذلك الحين رئيسا لمكتب ولي العهد محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أنه "لم يكن بالإمكان الوصول إليه للتعليق".
وذكرت أن "أبو عمو لم يجب على التهمة، بحسب محاميه الذي رفض مناقشة التهم الموجهة لموكله"، مشيرة إلى أن "الشكوى التي أدرجت في المحكمة يوم الثلاثاء الماضي، تقول إن المسؤول السعودي طور اتصاله بأبو عمو بحذر، ويبدو أنه العقل المحرك للعملية والذي يدفع المال".
وبحسب الكاتبة، فإن "أبو عمو زود السعوديين بمعلومات حول مستخدمين اثنين لـ"تويتر" كانا منتقدين للنظام، أحدهما لديه أكثر من مليون متابع، والثاني يدعي أنه من العائلة المالكة".
ولفتت موريس إلى أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي وجه لرجلين آخرين، علي الزبارة وأحمد المطيري، تهما بالعمل كعميلين غير قانونيين لدولة أجنبية بتقديم معلومات عن مستخدمين في السعودية، مشيرة إلى أن "الزبارة كان يعمل أيضا مع "تويتر"، فيما أدار المطيري شركة إعلام في مواقع التواصل الاجتماعي تعمل مع العائلة المالكة السعودية، وساعد في تجنيد أبو عمو، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكلاهما مواطنان سعوديان، ويعتقد أنهما عادا إلى السعودية، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أصدر مذكرات اعتقال بحقهما".
وذكرت أنه "لم يكن بالإمكان الاتصال بأي منهما للتعليق، كما لم تستجب السفارة السعودية في واشنطن للرد".
ونقلت موريس عن ضابط مكتب التحقيقات المسؤول في القضية جون بينيت قوله إن "التهديدات الداخلية تمثل تهديدا خطيرا للشركات الأمريكية ولأمننا الوطني"، مشيرا إلى أن "أبو عمو بدأ العمل مع "تويتر" في سان فرانسيسكو في أواخر عام 2013، مديرا للشراكات الإعلامية مع العملاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب الشكوى الجنائية، وبعد حوالي 6 أشهر من الانضمام للعمل مع الشركة، طلب من أبو عمو القيام بجولة مع مستثمرين سعوديين، بحسب الشكوى، بينهم مسؤول يدير مؤسسة خيرية لأحد أعضاء العائلة المالكة، وكان ذلك الشخص هو العساكر، بحسب شخص مطلع على القضية".
وأوضحت أن تلك الزيارة شكلت نقطة اتصال بين العساكر وأبو عمو، بحسب تفاصيل الشكوى، وهو ما أدى إلى اعتقاله في سياتل في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، مشيرة إلى أن المدعين الفيدراليين يتهمون أبو عمو باستخدام صلاحياته في الاطلاع على البيانات الشخصية لمنتقدي الحكومة السعودية، وتقديم المعلومات للأشخاص الذين اتصلوا به مقابل مبالغ متعددة.
وبحسب التقرير، فإنه تم توجيه تهمة لأبو عمو بالقيام في كانون الأول/ ديسمبر 2014 باختراق بريد إلكتروني لأحد مستخدمي "تويتر"، الذي كان ناقدا بارزا للحكومة السعودية، وكان لديه ما يزيد على مليون متابع، ودخل بريده الإلكتروني عدة مرات في الأشهر اللاحقة، بحسب الشكوى.
وأفادت موريس أنه بعد زيارة مكاتب "تويتر" في سان فرانسسكو، بقي أبو عمو والعساكر على اتصال دائم، ورتبا للقاء في لندن، مشيرة إلى أن "المطيري، وهو أحد المواطنين السعوديين المتهمين بالقضية أيضا، كان موظفا في شركة تعمل مع الحكومة السعودية، واتصل بأبو عمو في تشرين الأول/نوفمبر 2014 قبل لقاء لندن، واستطاع الاتصال بموظف "تويتر" المتهم الآخر الزبارة، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي".
وختمت موريس تقريرها بالإشارة إلى أن أبو عمو مثل أمام المحكمة يوم الجمعة، وحكم القاضي بأنه يمكن إطلاق سراحه، لكن بشرط ارتدائه جهاز "جي بي أس" إلا أن المدعين استأنفوا بحجة أن هناك مخاطرة بهروبه أثناء وجوده خارج الاحتجاز.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024