الخليج والعالم
مؤرخ أميركي شهير: لدى الولايات المتحدة تاريخ حافل في الخيانات
أشار المؤرخ الأميركي المعروف أندرو باسيفيش في مقالة نشرها موقع "توم ديسبيتش" إلى أن الولايات المتحدة اتبعت سياسة توسعية حتى بعد الحرب الباردة، متحدّثًا عن مساعي النخبة الاميركية لتثبيت "التفوق" الاميركي ونشر "القيم الأميركية" بعد فترة الحرب الباردة، ومنبّهًا إلى أن تلك الفترة شهدت "نشاطًا" عسكريًا أميركيًا غير مسبوق.
ولفت الكاتب الى أن السمة المشتركة بين إدارات جورج بوش الأب وبيل كلنتون وجورج بوش الابن وباراك اوباما كانت توسع "النشاط" العسكري الأميركي.
ورأى المؤرخ أن الولايات المتحدة تدخلت عسكريًا في كل من بنما والعراق والصومال وهايتي والبوسنة وكوسوفو وأفغانستان والسودان وليبيا واليمن وسوريا وباكستان وعدد من الدول في غرب أفريقيا، وذلك خلال الفترة الممتدة بين سقوط جدار برلين وانتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا (وهي ربع قرن).
كما رجح أن اللائحة هي أطول من ذلك حتى، إذ إن الرؤساء الاميركيين يستخدمون قوات العمليات الخاصة لتنفيذ مهام سرية. بناء عليه اعتبر الكاتب أن الحرب أصبحت مشروعًا "بلا حدود" في واشنطن.
وأشار الكاتب إلى أن لدى الولايات المتحدة تاريخ حافل في "الخيانات"، وإلى أن تخليها عن الأكراد ليس سوى احدث خيانة، إذ سبق لها وأن تخلت عن جهات كانت تدعمها في دول مثل الصين وكوبا وفيتنام.
عقب ذلك سأل الكاتب عما إذا كان على الولايات المتحدة مواصلة "الحرب ضد الإرهاب"، أم الاعتراف بأن هذه الحرب قد فشلت في النظر الى اتباع سياسة مختلفة، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن "المؤسسة" الأميركية قلقة من سيناريو السياسة "المختلفة"، إذ إن ذلك يعني إعادة النظر في سياسة "الأمن القومي الأميركي" في العموم.
واعتبر أن نتائج "الحرب على الإرهاب" تتراوح بين "المخيبة للآمال والكارثية"، كما شدد الكاتب على أن أميركا لم تنتصر في هذه الحرب وعلى أن أي نصر لا يلوح في الأفق.
وتابع الكاتب أن سياسة "نشر الحرية" التي اتبعها بوش الابن لم تحقق شيئًا، وأن تغيير الأنظمة في أماكن مثل أفغانستان والعراق وليبيا لم ينتج أنظمة ديمقراطية ليبرالية بل الفوضى والفساد والعنف، لافتًا إلى أن حركة طالبان تشكل اليوم تهديداً للحكومة الأفغانية، وإلى أن الاجتياح الأميركي للعراق أوجد الفراغ الذي سهل بدوره نشوء جماعات إرهابية مثل داعش.
وشدد الكاتب على أن الحروب التي تشنها أميركا منذ هجمات الحادي عشر من أيلول تستحق لقب الحروب "الأبدية"، إذ إن واشنطن لم تقترب من تحقيق أهدافها المعلنة رغم وفاة مئات الآلاف وإنفاق ترليونات الدولارات.
الكاتب لفت أيضًا إلى أن اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي أيدوا بغالبية ساحقة سياسة "الحروب الاستباقية" التي اتبعها بوش الابن، وكذلك سياسة "الاغتيالات" التي اتبعها أوباما.
المؤرخ لفت إلى أن اعلان ترامب نيته سحب القوات الأميركية من سوريا كخطوة اولى نحو خفض الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لقي إدانة جمهورية وديمقراطية حادة.
كما أضاف الكاتب أن مساعي ترامب لتغيير السياسة الأميركية تنحصر بشكل أساس في إثارة الضجيج، وأن كلامه عن سحب القوات لا يترجم إلى عودتها إلى الوطن بل إلى إعادة نشر القوات داخل المنطقة، وأردف أن ترامب مُحاط بشخصيات تريد استمرار السياسة الاميركية المتبعة.
وتابع الكاتب أيضًا ان النتيجة هي عدم طرح مبادرات دبلوماسية قد تمهد لإنهاء الحروب، مثل إجراء المفاوضات من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران أو تقليص مبيعات السلاح للدول التي تستخدم هذا السلاح من أجل التدمير.
وختم المؤرخ الأميركي مشددًا على أن تغيير السياسة الأميركية يتطلب شخصًا أكثر تصميمًا من ترامب.