الخليج والعالم
هل سيتفاقم الصدام المباشر بين الجيشين السوري والتركي في الشمال؟
علي حسن - دمشق
بعد أول حادثة اشتباك مباشر بين الجيش السوري والقوات التركية في تل الورد بريف رأس العين شمال الحسكة، تحدث الرئيس السوري بشار الأسد عن نقاط عديدة في الشمال السوري، إذ قال إن الاتفاق الروسي-التركي حول الشمال السوري اتفاقٌ مؤقت ويهيّئ الطريق لتحريره، وإن الروسي لجم التركي عبر هذا الاتفاق وقطع الطريق على الأمريكي.
وقبل يومين دعت وزارة الدفاع السورية في بيان لها "قوات سوريا الديموقراطية" إلى الانخراط في وحدات الجيش السوري للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الشمال السوري، وقالت الوزارة أنّ القيادة العامة للجيش مستعدة لاستقبال عناصر "قسد" الراغبين بالانضمام إلى الجيش السوري، كما أكدت وزارة الداخلية السورية جاهزيتها إلى ضم قوات الأسايش التي تشكل قوى الأمن الداخلي لـ"قسد".
وسبق بيان وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين اشتباكات متقطعة في تل الورد بريف رأس العين بين الجيشين السوري والتركي، حيث استهدف بنيران المدفعية الثقيلة العديد من القرى في المنطقة، ما يشير إلى أنّ هناك تصعيداً ميدانياً كبيراً تحضره أنقرة في محيط مدينة رأس العين وشمال تل تمر والريف المحاذي لمدينة الدرباسية.
الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور مهند الضاهر قال لموقع "العهد" إن "الجانب التركي يعمل على فرض رؤيته على الأرض من خلال النار لاستكمال إخلاء المنطقة القريبة من الحدود من قوات "قسد" وتطبيق اتفاق سوتشي، لكنه في الوقت نفسه لا يريد أن يصعد بوجه الجيش السوري، وهذا ما قد رأيناه في ريف حماه الشمالي".
وأضاف أنّ "مايراه الجانب التركي مهما هو دحر "قسد" عن حدوده لأكثر من اثنين وثلاثين كيلومترا، وبالتالي لن تكون هناك مواجهة بين الجيش السوري والتركي إلا إذا أصرّ التركي على البقاء في المناطق السورية التي دخلها مستقبلا، وكان كلام الرئيس الأسد يوم أمس الخميس واضحا حول ذلك".
وأكد الضاهر أنه "لو أراد الجيش التركي المجابهة مع الجيش السوري لما دخل برفقة المجموعات المسلحة الإرهابية التابعة له، بمعنى أنه أدخل هؤلاء الإرهابيين ليكونوا في خطوط المواجهة الأولى دون تدخل مباشر من الجيش التركي، فآخر مايتمناه التركي هو الصدام المباشر مع الجيش السوري والأخير لا يريده أيضا".
الضاهر أشار الى أن "واقعًا ميدانيًا معقدًا جدًا يسود المناطق الحدودية والشرقية لسوريا وهو نتج عن تضارب وجهات النظر، إذ أنّ "قسد" تتمسك بحضورها في الشرق وتسعى لفرض خصوصيةً لنفسها في حال انضمامها للجيش السوري، كما أنّ التحركات الأمريكية غير المعروفة وبقاء القوات الأمريكية في حقول النفط خلط الأوراق وصعّب قراءة المشهد وتطبيق اتفاق سوتشي الأخير بين الروسي والتركي"، وقال إنّ "اتفاق سوتشي لن يُطبّق بسلاسة، فالتركي لديه أطماع بالأرض السورية ولم يدخل فقط لدحر قوات "قسد" والأمريكي أيضاً لديه أطماع عديدة، والرئيس الأسد قال يوم أمس أن الأمريكي هو الذي أوعز للتركي ليكون بديلًا عنه، وليلعب دوره لينسحب، ما سيجعل مصير اتفاق سوتشي في الفراغ بمعنى أنه لن يطبق ما لم تقرأ "قسد" المشهد بشكل صحيح وتعود للحضن السوري وتحرير الشرق لن يتم سوى بمقاومة شعبية تطرد الأمريكي".