الخليج والعالم
كيف قتل البغدادي ومن سيخلفه
نفذت يوم أمس السبت 26 تشرين الاول/اكتوبر الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، طائرات مروحية مجهولة الهوية عملية انزال جوي بالقرب من أحد مقرات تنظيم "حراس الدين" التابع للقاعدة بين بلدتي باريشا وسرمدا في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية.
ما كان غامضاً في الليل أصبح واضحاً في النهار. في بداية الأمر، ما حصل هو أن 8 طائرات مروحية نفذت عملية انزال جوي قرابة الساعة 11 ونصف من مساء أمس السبت، على منزل "أبو محمد سلامة" الملقب (أبو البراء الحلبي) قرب قرية باريشا شمال مدينة إدلب على الحدود السورية التركية، ومن المعروف أن الحلبي مقرب من ما يسمونه "الجهاديين" وهذا ما يعرفه سكان المنطقة عنه.
ووفقاً للمعلومات، فإن المروحيات حلقت فوق منزل الحلبي على مسافة منخفضة ونادوا عبر مكبرات الصوت من في المنزل بالخروج منه عراة، إذ قالوا "أبو محمد سلامة سلم حالك... أبو محمد سلامة سلم حالك" باللغة العربية ولم يرد بالخطاب أي ذكر للبغدادي.
وأكدت المصادر أن العملية بدأت بقصف المنزل بقنابل "أر جي سي" ومن ثم قامت قوة الإنزال بتسليم ثلاث أطفال لراع لديه خيمة بالقرب من المكان وأعطوه "كشاف ضوئي- بيل" وأمروه بالمغادرة لقرابة 1كم وألا يعود للمكان.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الإنزال استمرت لحوالي الساعتين والنصف تبعها قصف المكان بثلاث غارات جوية وقتل الموجودين في منزل من بينهم "ابو محمد سلامة" ونقل جثث القتلى بالطائرات المروحية ومغادرتهم المكان.
ونوهت المصادر إلى أن القوات المنفذة لعملية الإنزال استهدفت سيارة تقل مدنيين من "آل قرمو" وينحدرون من بلدة "طورلاها" بريف إدلب، ذلك أثناء مرورهم بالقرب من المنطقة المستهدفة، ما أسفر عن مقتلهما على الفور حرقا.
وصرحت وسائل اعلام أمريكية نقلا عن البنتاغون أن عملية خاصة "إنزال جوي" استعملت بها ثماني طائرات مروحية أمريكية لتنفيذ مهمة قتل "البغدادي" زعيم تنظيم في باريشا بريف إدلب الشمالي.
تحدثت اغلب وسائل الاعلام الامريكية عن مسؤول في الجيش الأميركي ومسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهما، إن البغدادي قتل في إدلب شمال غرب سوريا في عملية "سرية للغاية" صادق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل نحو أسبوع.
وأرسلت القيادة المشتركة للعمليات الخاصة بالجيش الأميركي فريقًا لتنفيذ العملية بعد تلقي معلومات من المخابرات وبعد مراقبة مجمع يختبئ فيه البغدادي لفترة من الزمن.
وفي التفاصيل أن مروحيات أميركية أنزلت القوات الخاصة عند منزل بالقرب من قرية باريشا، واقتحمه الجنود، ووقع اشتباك بالأسلحة النارية لوقت وجيز ثم قتل البغدادي نفسَه بتفجير سترة ناسفة.
واضافت وسائل الإعلام، أن زوجتي البغدادي قتلتا أيضا في العملية وأنهما كانتا ترتديان سترات ناسفة. وأشارت إلى أن القوات الخاصة جمعت معلومات من المكان ثم فجّرته، مشيرةً أن ثماني طائرات مروحية نفذت العملية واشتركت معها طائرات من طراز أف 16. وأوضحت المصادر أن العملية بدأت منتصف الليل تقريبا واستغرقت أكثر من أربع ساعات.
وينتشر تنظيم ما يعرف باسم "حراس الدين" التابع للقاعدة في مناطق في ريف ادلب الشمالي، وتشكل التنظيم من بقايا تنظيم "جند الاقصى" واخرين متشددين من جبهة النصرة ممن رفضوا الانشقاق عن القاعدة.
وتخضع المنطقة التي قتل فيها البغدادي لوصاية تنظيم "حراس الدين" بشكل غير مباشر، حيث يعمد الجولاني على غض النظر عن موضوع تواجدهم لسبب وجود قيادات ورفقاء للجولاني في التنظيم المتشدد.
بدوره، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة له اليوم الاحد، أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي قد قتل، أبعدما حُشِر في نفق، إثر تفجير سترة ناسفة كان يرتديها، وقال "حصلنا على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي واعتقلنا اشخاص كانوا معه.
واضاف ترامب، أن الفحوصات أكّدت هوية البغدادي رغم تمزق جسده بعد تفجيره سترته المفخخة، وان المجمع الذي قتل فيه "البغدادي" كان يحتوي على أنفاق ومشيراً إلى ان 8 طائرات أمريكية قامت بعمل إنزال على موقع "البغدادي"، اضافة الى عدد كبير من الجنود.
وتابع، أن القوات الأمريكية التي شاركت في الغارة على "البغدادي" انطلقت من أربيل بالعراق، وهبط في مرفأ لاحد الدول الصديقة دون ان يحددها، ولم يسقط قتلى من القوات الأميركية في العملية، وشكر ترامب كل من تركيا وروسيا والعراق وسوريا على مساعدتهم في القضاء على "البغدادي"، منوهاً ان روسيا فتحت مجالها الجوي في سوريا للقوات الامركية وان تركيا كانت على علم بالعملية.
من هو " خليفة " أبو بكر البغدادي المحتمل؟
يعتقد مراقبون أن عبد الله قرداش ويلقب بأبي عمر التركماني، سيكون هو الأقرب لخلافة أبو بكر البغدادي في قيادة تنظيم داعش المتشدد
قرداش هو عراقي الجنسية ينحدر من بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل شمال العراق.
وكان قد تم منذ فترة ليست قصيرة، وبدعم من البغدادي وتزكية منه مباشرة، ترشيح التركماني لخلافة البغدادي، وحظي هذا الترشيح بموافقة أعضاء التنظيم.
وبحسب مسؤولين أمنيين عراقيين، يوصف التركماني بأنه أشرس من البغدادي ويملك نفوذاً قوياً داخل التنظيم.