الخليج والعالم
مصدر حكومي سوري لـ"العهد": اتفاق "سوتشي" إجهاضٌ للأطماع الأردوغانية
يبدو أنّ مسار "سوتشي" السياسي سيضع مجريات الشمال السوري على طريق العودة نحو اتفاق "أضنة"، إذ توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس الثلاثاء إلى مذكرة تفاهم حول الوضع في الشمال السوري بعد اجتماع دام لساعات عديدة في مدينة "سوتشي" الروسية، شملت عشرة بنود أكدت التزام الجانبين بوحدة وسيادة سوريا إضافةً لضمان الأمن القومي التركي، وعمل مشترك حول النزعات الانفصالية في المنطقة ومواجهة الإرهاب، وشدد البيان الذي يضم البنود المتفق عليها على أهمية اتفاق أضنة وموسكو ستكون الضامن الأساسي لتطبيقه.
ويعني ذلك دخول الجيش السوري إلى الجانب السوري من الحدود مع تركيا وهو الأمر الذي يجري إتمامه بعد الاتفاق المعقود بين قوات سوريا الديموقراطية والدولة السورية، واتفاق الرئيسين الأخير هذا سيفضي لدخول الشرطة العسكرية الروسية مع الجيش السوري لمشاركة في تطبيق اتفاق أضنة.
مصدرٌ حكومي سوري قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "الاتفاقية الروسية التركية تعني إجهاضًا للأهداف التركية والأطماع الأردوغانية باحتلال أراضي سوريا، وسيتم دخول الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية إلى كامل مناطق الشمال والشمال الشرقي والاتفاق إجراء مرحلي يعيد الوضع في هذه المناطق لما كان عليه قبل الحرب عبر اتفاق أضنة".
وأضاف المصدر إن "اتفاق سوتشي يجهض أيضًا المساعي الأمريكية الرامية إلى تفكيك الوقائع في الشمال، كما أنه يساعد على ضمّ قوات "سوريا الديموقراطية" لجناح الدولة السورية، وهناك مذكرة تفاهم بين "قسد" والدولة السورية مسبقًا تمت بعد بدء العدوان التركي ما سيؤسس نحو المرحلة القادمة في الشرق، حيث قالت "قسد" فيها بشكل واضح وصريح أنها ستعمل تحت قيادة الجيش العربي السوري وستلتزم بوحدة وسلامة سوريا وأراضيها".
وأكد المصدر الحكومي السوري لـ"العهد" أنّ "وجود الجيش السوري على الحدود الشمالية مع تركيا سينسف نهائيًا فكرة المنطقة الآمنة التركية وأصبح الكلام عنها لا فائدة منه، لكن هناك مناطق محتلة من قبل تركيا يحاول فيها الحليف الروسي عبر المناقشات المستمرة مع التركي استعادتها مستقبلًا خصوصًا وأنها بالمعنى الجغرافي والديموغرافي لا تتجاوز الألفي كيلو متر مربع ولا تصلح لإقامة منطقة آمنة كالتي رغب بها التركي وبالتالي بات أمر هذه المنطقة غير قابل للتحقيق".
وختم المصدر الحكومي لـ"العهد" أنّه "يجب انتظار المستجدات المهمة في الشمال والشرق السوريين لكنها في العموم تسير لصالح الدولة السورية وربما قد تأخذ وقتًا نظرًا للوقائع و تعقيداتها، إلّا أن الدولة السورية تثق بالحليف الروسي الذي يعمل بنفس طويل مع التركي انطلاقًا من مسألة الاحتواء والمصالح المشتركة".