الخليج والعالم
زيارة الرئيس الأسد إلى جبهات ادلب.. دلالات ورسائل
زار الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء وحدات الجيش السوري العاملة على خطوط النار مع الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف ادلب واطلع على الوضع الميداني والخطط العسكرية الموضوعة لتحرير المنطقة. توقيت هذه الزيارة وسط تطور الأحداث الميدانية في سوريا يوحي برسائل ودلالات عديدة سياسية وميدانية، ما هي هذه الدلالات؟
مستشار رئاسة الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز تحدث لموقع "العهد" الإخباري عن هذه الزيارة وقال إنّها "ليست الزيارة الأولى للرئيس الأسد على الخطوط الأمامية لقوات الجيش، وسبق أن زار مسبقاً خطوط النار في حمص والغوطة الشرقية وهذا الأمر رسالة واضحة وصريحة أن ادلب ستعود ليد الجيش السوري كاملةً كما عادت حمص والغوطة".
واضاف عزوز أنّ "الرئيس الأسد قال لجنود الجيش إن معركة ادلب هي الأساس لحسم الفوضى وإنهاء الإرهاب في كل سوريا، وهو يعمل بذلك على الدافع النفسي، ولكن الحرب تقديرٌ للموقف العسكري والسياسي، وبالتالي تتشاطر القيادة السورية الرؤية السياسية والعسكرية وهناك أولويات تحكم العامل العسكري والتوازنات الدولية السياسية".
وتابع عزوز حديثه للعهد قائلاً إنّ " ادلب بالحدود الجغرافية لها أهمية محورية وأساسية في الشمال السوري ولاستعادتها تأثير كبير على استقرار الأوضاع والحالة الأمنية في محافظات سوريا الشمالية"، مشيراً إلى أنّ "استعادة ادلب ضرورية أيضاً لضرب تنظيم القاعدة فهي معقل للإرهاب العالمي العابر للحدود، وزيارة الرئيس الأسد اليوم تأكيد على أن الأولوية الميدانية في المرحلة المقبلة ستكون لها خاصة وأن مسار سوتشي السياسي في حالة موت سريري، فأردوغان لم يعمل على تنفيذ تعهداته فيه، وصبر الدولة السورية نفد وهي اليوم في إطار مسعاها لاستكمال تحرير باقي ادلب".
وأكد عزوز أنّ "الزيارة ذات طابع عسكري وسياسي أيضاً، فبالإضافة إلى كونها اطلاعاً على تفاصيل المعركة وخططها، هي تأتي في الوقت الذي سيزور فيه أردوغان روسيا وهذا يعني دعماً للموقف الروسي في اللقاء الذي سيتم مساء اليوم وورقة قوة بيد روسيا مفادها أن حليفتها سوريا مصممة على استعادة ادلب، ولا يمكن أن تراهن على الوضع هناك لأية مناورات سياسية تركية قد اعتادها أردوغان باللعب على الحبال فيما يخص الوضع في ادلب".
وعن الدور الروسي تابع عزوز حديثه: "المحددات الأساسية لطبيعة العلاقة الروسية التركية يحكمها التواصل والتنسيق فيما يتعلق بسياسة الاحتواء، أي أن الجانب الروسي يسعى لاحتواء التركي فيما يتعلق بتقليل ضرره على سوريا وهذا الاحتواء يقوم على فصل السياسات، بمعنى أن العلاقة الاقتصادية بين روسيا وتركيا في أحسن أحوالها وتشهد تقدماً مستمراً ولكن ليس من الضروري أن ينسحب ذلك على السياسات الأمنية والدفاعية، فهناك تباين روسي تركي واضح فيما يتعلق بالملف السوري، والجانب الروسي لديه اعتبارات عديدة تتعلق باحتواء التركي سواء عبر حماية مخرجات السياسة أو متابعة العمل العسكري للقضاء على الإرهابيين".
وختم مستشار رئاسة الحكومة السورية حديثه للعهد بأنّ "زيارة الرئيس الأسد تحمل رسائل سياسية وعسكرية ضد الابتزاز التركي ومماطلته وموقف واضح أنه لا مقايضة ولا إبرام لصفقة فيما يتعلق بسيادة سوريا ووحدة أراضيها".