الخليج والعالم
عندما يتسلل النحل "القوقازي" إلى الخلايا النائمة في دمشق
علي حسن
وقع النّحالون في سوريا والدول المجاورة في مأزق لجهة اختلاط النحل المحلي بأنواع عربية وغربية هجينة، وأدى إلى تدهور سلالة النحل المحلي، وظهور مشاكل وراثية لجهة عدم القدرة على تهجين الأنواع الأأجنبية، فضلا عن عدم قدرتها على التأقلم مع البيئة باستثناء المناطق القريبة من الساحل.
ولم يخف بعض النحالين في حديثهم إلى موقع "العهد الإخباري" أن قطاع النحل أصبح على حافة الهاوية، بعد الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سوريا، وما خلفته من تراجع للمراعي، إلى جانب خروج الريف عن الخدمة، وندرة الملكات السورية من نوع "الغنامي".
وأوضح مربي النحل بشار من اللاذقية في حديثه للموقع أن الأنواع التي تنتشر في لبنان وسوريا و فلسطين والأردن هي من سلالة النحل السوري وتنقسم إلى قسمين الغنامي والسيافي، فالغنامي سلالة هادئة أقل شراسة وجمّاعة للعسل وتقاوم الدبور الشرقي أما السيافي فهو يتأقلم مع البيئة السورية ومقاوم للدبور الشرقي ويتحمل درجات الحرارة المرتفعة، كما أنه جمّاع للعسل ولكنه يميل إلى الشراسة، موضحا أنه كان يجب على مشروع تطوير النحل أن يقوم بتحسين هذه السلالة، ما أظهر تراجعا في عمل مراكز الأبحاث العلمية بسبب الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.
أما المربي محمد من منطقة الغاب فأوضح في حديثه لـ"العهد" أن إدخال ملكات النحل الإيطالية والقوقازية-اللتان تأقلمتا في أجواء الساحل فقط- أوقع المربين في مشاكل لجهة عدم تهجين هذه السلالات، ولذلك أصبح النحل السوري بمعظمه هجينا، علما أنه لا يوجد في سوريا بنك مورثات للنحل كما في دول العالم، كما أكد أنه يجب التعاون مع دول الجوار لتهجين السلالات المحلية وتحسينها بدلاً من استيراد أصناف أجنبية لا تتأقلم مع جميع البيئات المحلية، لافتا إلى أن العسل السوري متنوع الأزهار "الحمضيات، حبة البركة، الأشواك، الكينا، اليانسون ، جيجان، الجبلي الجردي، الزلوع، العجرم والطيون".
ولا تقتصر معاناة المربين كما يلفت المربي عمار لـ"العهد" على استيراد الملكات المجهولة، بل واجهت هؤلاء مشاكل ظهور الأمراض كطفيل الباروا والنوزيما، وتوقف التصدير والتأثر بالظروف الجوية وارتفاع درجات الحرارة الذي أثر على جني الرحيق، في الوقت الذي أدى استيراد ملكات النحل الأجنبية إلى تهجين هذه السلالات، ما سبب في مشكلة كبير على السلالات المحلية المعروفة بمقاومتها للظروف الجوية القاسية، في حين أن المستوردة لا تستطيع تحمل المناخ المحلي المتقلب.