الخليج والعالم
"ناشونال إنترست": تخلي واشنطن عن الأكراد رسالة مهمة لحلفائها في المنطقة
رأى الكاتب محمد أيوب في مقالة نشرها موقع "ناشونال إنترست" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غيّر مجرى السياسة الأميركية في سوريا وربما في الشرق الأوسط جراء قراره سحب القوات الأميركية من شمال شرق البلاد، وإعطاء الضوء الأخصر لتركيا كي تقوم بالعملية العسكرية في هذه المنطقة.
واعتبر الكاتب أن قرار ترامب وضع الأهداف الأميركية في سوريا في خطر كبير، وقال إن هذه الأهداف تتضمن حماية "المقاطعة الكردية" ومنع النظام السوري من استعادة السيطرة على الشمال، لافتًا إلى أن الحد من نفوذ وتمدد كل من روسيا وإيران هو أيضًا من أهم أهداف واشنطن في سوريا، وأضاف أن "منع عودة "داعش" هو أيضًا من أهداف أميركا"، وفق ادعاءاته.
وأضاف الكاتب أن وصول مستشارين عسكريين روس ومن وصفهم بالـ"ميليشيات الشيعية المدعومة من إيران" وفق تعبيره إلى المقاطعة الكردية ليس سوى مسألة وقت، بعدما تحالفت وحدات حماية الشعب الكردية مع النظام السوري.
كما قال الكاتب إن كل من روسيا وإيران تريدان أن يسيطر النظام السوري على كل الأراضي السورية، وأضاف أن روسيا تريد الوصول إلى المناطق القريبة من الأراضي التركية من أجل تقوية أوراقها التفاوضية مع أنقرة حول موضوع إدلب.
وأردف أيوب أن روسيا تريد التخلص من المجموعات المسلحة الموجودة في إدلب، مضيفا أن وصولها إلى المناطق الكردية في شمال سوريا يخدم تحقيق هذا الهدف.
الكاتب تابع قائلاً إن إيران أيضًا ستحقق مكاسب كبيرة جراء سيطرة النظام السوري على "المقاطعة الكردية"، مدعيا أن لديها مشكلة كردية تتمثل بالطموحات الانفصالية، وفق قوله، وكما أضاف أن "الدويلة الكردية" في سوريا كانت بمثابة مصدر إلهام للأكراد شمال غرب إيران.
وقال الكاتب إن سيطرة النظام السوري على المناطق الكردية تعني تمدد نفوذ ووجود إيران إلى المناطق السورية المحاذية لتركيا، مضيفا أن إيران حتى الآن ليست في هذه المنطقة، وأن ذلك سيقوي موقعها في سوريا ويعزز أيضا أوراقها في علاقاتها مع تركيا.
واعتبر الكاتب أن الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا إلى جانب الانسحاب الأميركي من هذه المنطقة يشكل هدية لـ"داعش"، وقال إن آلاف المقاتلين لدى التنظيم الإرهابي كانوا مسجونين في المناطق الكردية تحت حراسة "قوات سوريا الديمقراطية".
الكاتب رأى أن قوات سوريا الديمقراطية مضطرة الآن للتصدي للغزو التركي، وبالتالي لا تستطيع الاستمرار في حراسة هذه السجون، مشيرًا إلى أن العديد من المسجونين تمكنوا من الفرار.
وحذّر الكاتب من قيام هؤلاء المقاتلين بإعادة تنظيم صفوفهم، وبالتالي إحياء "داعش" من جديد.
وأكد الكاتب أن قرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا وفتح الطريق للاجتياح التركي أبطل الأهداف التي وضعتها واشنطن في سوريا والشرق الأوسط.
وتحدث أيوب عن الخيانة التي تعرض لها الأكراد، وقال إنها توجه رسالة واضحة إلى حلفاء أميركا مفادها أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على ضمانات واشنطن، وأنه يتوجب عليهم البحث عن خيارات أخرى لضمان أمنهم.