الخليج والعالم
لماذا الإنسحاب الأميركي من الشمال السوري كان حتميًا؟
رأى الكاتب الأميركي باتريك بوكانان في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" ان الإنسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا كان حتميا، بسبب عجز القوات الأميركية وحلفائها الأكراد على احتلال المنطقة ومواجهة رغبة الحكومة السورية باستعادتها".
وأضاف الكاتب أن "وجود حوالي ألف جندي اميركي إلى جانب حلفائهم الأكراد لن يستطيعوا السيطرة على شمال شرق سوريا، بمواجهة رغبة الحكومة السورية بذلك، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة كانت يمكن ان تخوض مواجهة مع تركيا أو سوريا او الإثنين معاً لو لم تنسحب من شرق الفرات"، مذكرا بأن "الشارع الأميركي لن يقبل بأي حرب جديدة مع تركيا او سوريا".
وحول الإتفاق بين الجانب الكردي والحكومة السورية، اعتبر الكاتب أن هذا السيناريو كان حتميا بعد إنسحاب القوات الأميركية، مضيفا أن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يكن سيسمح للأكراد السوريين بترسيخ تواجدهم عند الحدود بين البلدين".
وتحدث الكاتب عن ضرورة العودة إلى التاريخ، مذكرًا بأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ حوالي سبعة عقود، كما ان القوات التركية قاتلت إلى جانب القوات الاميركية في كوريا، واحتضنت على اراضيها صواريخ "Jupiter" النووية خلال الحرب الباردة (وهي صواريخ نُشرت وقتها كرسالة أميركية إلى روسيا).
وتابع أن الجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، لافتا إلى أن عديد سكان تركيا يبلغ 80 مليون نسمة وهي جسر العبور بين أوروبا والشرق الأوسط. وأردف أن "تركيا تسيطر على مداخل ومخارج البحر الاسود، حيث تمر السفن الحربية الأميركية و الروسية".
كما أضاف الكاتب أن قاعدة "انجرليك" الجوية التركية تتضمّن طائرات حربية أميركية وأسلحة نووية أميركية"، مشيرًا إلى أن "تركيا تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، وتخفف بالتالي عبىء اللجوء عن الدول الاوروبية".
الكاتب قال إن "الولايات المتحدة يجب أن تتفهم مخاوف اردوغان حيال الاكراد"، متوقعا ان تنسحب الولايات المتحدة إنسحابا كاملا وسريعا من سوريا في ظل عدم بقاء أي حليف أميركي في هذ البلد".
وتابع الكاتب أن شعوب المنطقة العربية أدركت ان ترامب لم يكن يخادع عندما تحدث عن وقف التدخلات الأميركية في الخارج وإعادة القوات الأميركية"، وقال إن "الرسالة هذه وصلت إلى السعودية بعد رد الفعل الأميركي على إستهداف منشآت "ارامكو"، إذ قالت واشنطن إن المسألة تخص السعودية و إيران".
وشدد على أن أميركا قد تكون جادة هذه المرة بوقف التدخلات.