الخليج والعالم
كاتبان أمريكيان: الانسحاب من سوريا يضرّنا
قال الكاتبان جوزيف فوتيل -قائد القيادة الوسطى السابق في الجيش الأميركي- وإليزابيث دينت وهي موظفة سابقة في وزارة الخارجية الأميركية إن الانسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا جاء في توقيت سيئ جدا.
وفي مقالة لهما نشرها موقع "ديفينس وان" الأميركي، أوضحا أن قرار الانسحاب اتُّخذ دون التشاور مع الحلفاء أو مع القياديين العسكريين الأميركيين، وأضافا أن هذا القرار يهدد شراكات مستقبلية، في وقت واشنطن فيه بأمسّ الحاجة إلى هذه الشراكات، نظرًا إلى عدم رغبة الشعب الأميركي بخوض الحروب، إلى جانب تصميم الأعداء على "مهاجمتنا"، وفق تعبير الكاتبين.
وتحدث الكاتبان عن شراكة ناجحة مع الأكراد شمال شرق سوريا، وقالا إن وحدات حماية الشعب الكردية شكلت العمود الفقري للقوة التي كانت تحارب "داعش" في سوريا، كما أدرفا أنه ما كان باستطاعة ترامب إعلان هزيمة "داعش" لولا وحدات حماية الشعب الكردية.
وتابع الكاتبان أن "قوات سوريا الديمقراطية" تمكنت من تحرير عشرات آلاف الأميال وملايين الأشخاص من قبضة "داعش" على مدار أربعة أعوام، وأضافا أن اعلان ترامب الأخير حطم الثقة بالولايات المتحدة في أهم المراحل، وأن الأمور ما كان بالضرورة أن تسير بهذا الشكل.
ولفت الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة عملت جاهدة لتهدئة مخاوف تركيا، وأشارا في هذا السياق إلى جولات مفاوضات بين واشنطن وأنقرة والالتزام بإنشاء آلية أمنية تشمل الدوريات المشتركة وفرض "منطقة آمنة"، غير أنهما اتهما تركيا بالتراجع عن التزاماتها مع الولايات المتحدة، ولفتا إلى أن أنقرة هددت باجتياح المناطق التي تسطير عليها "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال الكاتبان إن الإجتياح التركي لشمال شرق سوريا إلى جانب انسحاب أميركي "متسرّع"، يهدد بزعزعة الوضع الأمني شمال شرق البلاد، وأشارا إلى أن آلاف المقاتلين التابعين لتنظيم "داعش" محتجزون داخل معسكرات تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، إضافة إلى عشرات الآلاف من أفراد أسر مقاتلي "داعش".
وسأل الكاتبان عما قد يحصل في حال انسحاب القوات الأميركية، ولفتا إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" سبق وأعلنت أنها ستضطر إلى "تحصين" دفاعاتها على الحدود السورية التركية، وحذرا من أن ذلك سيترك المعسكرات التي يُحتجز فيها مقاتلو "داعش" وأسرهم دون الحراسة المطلوبة.
وتابع الكاتبان أن ذلك يثير القلق، خاصة بعد كلام زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الذي دعا فيه مناصريه إلى العمل على إطلاق سراح عناصر "داعش" من هذه الأماكن، وأشار في هذا السياق أيضًا إلى أعمال عنف حصلت في مخيم الهول.
وفي الختام، حذّر الكاتبان من أن التخلي عن "قوات سوريا الديمقراطية" - قسد قد يبطل التقدم الذي أُحرز في محاربة "داعش"، وسيلحق ضررًا كبيرًا بمصداقية أميركا ومدى إمكانية الاعتماد عليها في أية معارك مستقبلية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024