الخليج والعالم
طبول الحرب تقرع في شرق الفرات...وواشنطن تخذل الأكراد في لحظة مصيرية
تتجه الانظار الدولية والإقليمية الى ما ستؤول إليه الامور في شمال سوريا، بعد أن أعلن البيت الأبيض أن القوات الأمريكية سوف تنسحب من المنطقة بالتزامن مع تأهب تركيا لشن عملية عسكرية هناك، وذلك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان" بحثا فيه "المنطقة الآمنة" المزمعة شرقي نهر الفرات في سوريا، مع اعلان البيت الابيض أن "القوات الأمريكية لن تدعم أو تشارك في تلك العملية، ولن تتواجد في تلك المنطقة التي هزمت داعش فيها".
تخلت واشنطن عن "قسد" في لحظة مصيرية، فقد اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه من المكلف للغاية الاستمرار في دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة التي تقاتل فيها داعش. وقال ترامب: "قاتل الأكراد معنا، لكن تم دفع مبالغ ضخمة من المال والمعدات للقيام بذلك. لقد قاتلوا تركيا منذ عقود".
وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية لن تدافع عن القوات الكردية ضد أي هجوم تركي في سوريا، مضيفا أن الولايات المتحدة أبلغت قائد قوات سوريا الديمقراطية، أن القوات الأمريكية لن تدافع عنها في مواجهة الهجمات التركية في أي مكان.
الحشد العسكري التركي في شمال سوريا واعلانها عزمها تنفيذ عملية عسكرية واسعة شرق الفرات كان حاضراً في الاروقة الامريكية حيث اتصل وزير الحرب الأمريكي "مارك أسبر" بنظيره الروسي "سيرغي شويغو" لبحث تطورات الأزمة السورية. فيما اعتبر الديمقراطيون على لسان رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" ان قرار "ترامب" سحب القوات الأمريكية من سوريا مقلق للغاية.
وقد واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إلى مناطق الحدود السورية، فيما دفع حزب "العمال الكردستاني" أيضاً تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته على الحدود.
وأعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن "بلاده باتت جاهزة لتنفيذ العملية العسكرية شرق الفرات في سوريا". وأضاف أردوغان: "تركيا ملت من الوعود والمماطلة من قبل الولايات المتحدة، وسوف نقدم على هذه العملية ونقضي على وجود المنظمات الإرهابية على حدودنا".
وبعد اعلان البيت الابيض انسحاب قواته من شرق الفرات بعد حشد تركيا لقوات عسكرية واعلانها عن نيتها بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن القوات الأمريكية لم تف بالتزاماتها وقد انسحبت من المناطق الحدودية مع تركيا، مشيرة إلى أن "العملية العسكرية التركية سيكون لها الأثر السلبي على الحرب ضد "داعش"، وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار ".
وإذ أكدت أنها "لن تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن نفسها"، دعت "جميع أطياف الشعب من عرب وكرد وسريان وآشوريين إلى رص الصفوف والوقوف مع قواته للدفاع عن وطننا تجاه العدوان التركي".
واعتبرت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن أن الانسحاب الأمريكي من شمال شرق البلاد وتصريحات الولايات المتحدة حول عدم التدخل في العملية التركية المرتقبة بالمنطقة "طعنة في الظهر".
وصدرت مواقف تحذيرية اممية حيث دعا مسؤول كبير بالأمم المتحدة جميع الأطراف إلى منع نزوح كبير للمدنيين بشمال شرق سوريا إذا شنت تركيا هجوما، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أعدت "خطة طارئة" في هذا الشأن. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش" جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في شمال غرب سوريا.
وفي السياق عينه، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن بلاده جاهزة للمساعدة في تأمين شمال شرق سوريا بعد الانسحاب الأمريكي لتخفيف التوتر شمال شرق سوريا بين تركيا والمقاتلين الأكراد وضمان الأمن في المنطقة، معتبراً إن العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ستبوء بالفشل، مضيفا أن تركيا لا يمكن أن تضمن أمنها بالاعتداء على أراضي سوريا وانتهاك سيادتها.
من جهته، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، "دميتري بيسكوف"، أن الكرملين يأمل أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد حذر من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، مكررا موقفه القائل إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن انها تتابع عن كثب انسحاب أميركا من شمال سوريا والهجوم التركي المحتمل.