الخليج والعالم
العلاقات السورية الأردنية تتطور تدريجيًا.. متى يعود التمثيل الدبلوماسي بين البلدين؟
علي حسن - دمشق
أكد القائم بأعمال السفارة الأردنية بدمشق عاصم العبابنة حرص بلاده على التواصل والتعاون مع الحكومة السورية والارتقاء بالعلاقات البرلمانية بين البلدين وتذليل كل العقبات الاقتصادية التي تقف أمام تطوير العلاقات التجارية. جاء ذلك خلال لقاء لجنة الأخوة البرلمانية السورية الأردنية في مجلس الشعب السوري بدمشق مع العبابنة حيث بحث الطرفان دور البرلمانيين في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وأشار رئيس اللجنة نايف الحريري إلى تطلع البرلمانيين في البلدين لتوثيق العلاقات الثنائية.
يأتي ذلك في وقت أعرب فيه وفد العشائر السورية المهجرة في الأردن عبر بيان لها صدر بعد اجتماعهم مع القائم بأعمال السفارة السورية بالأردن شفيق ديوب أنهم اضطروا لمغادرة سوريا بسبب المسلحين مشددين على استعدادهم للعودة إلى بلدهم. وأكد شفيق أنّ عودة المهجرين تأتي على رأس أولويات الدولة السورية، وهي مستعدة لتقديم كل التسهيلات والإجراءات لذلك.
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي تحدث لموقع "العهد" الإخباري حول اجتماع لجنة الأخوة البرلمانية السورية الأردنية وقال إنّ "العلاقات الثنائية بين سوريا والأردن بدأت تتحسن منذ عام عندما وجهت دعوة لرئيس مجلس الشعب السوري حموده الصباغ من قبل مجلس النواب الأردني للقدوم للأردن وحضور فعاليات مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي. وبعد هذا الحدث انبثقت العديد من اللجان المشتركة لتطوير العلاقات"، مضيفاً أنّ " العلاقات البرلمانية بين كل الدول هي التي تشكل أساس فتح العلاقات السياسية والاقتصادية وسوريا تعلم أن هناك ضغوطاً كبيرة على الجانب الأردني من قبل الولايات المتحدة وتهديدات كبيرة من قبل العدو الصهيوني للأردن بعد تصريحات نتنياهو عن عزمه ضم الضفة الغربية وغور الأردن وهذا الأمر يمس بأمن الأردن القومي وبالتالي النفاذ إلى سوريا من الناحية السياسية يعتبر هامش أمان كبيراً بالنسبة له".
وتابع الحاج علي حديثه لـ"العهد" قائلاً إنّ " قطع العلاقات الاقتصادية مع العراق لم تكن سوريا سببه وأثّر سلباً على الأردن لأن المعابر السورية باتجاهه كانت الشريان الأساسي المغذي اقتصادياً ونضيف إلى ذلك الناحية الاجتماعية إذ إنّ لقاء العشائر الأخير مع القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن مهم جداً ويعبّر عن وحدة الشعبين وانعدام الاختلاف بينهما. قد تختلف الحكومات سياسياً ولكن الأساس هو العلاقة الشعبية التي تعيد كل شيء".
وأشار إلى أنّ "الدولة السورية تعي حجم الضغوط الأمريكية على الأردن لاستكمال الحصار الاقتصادي الخانق على سوريا ولكن من خلال التماس الشعبي نجد أن هناك رغبة لفتح معبر نصيب بشكل كامل أمام السوريين والتجار الذين يضطرون لإفراغ شاحناتهم السورية واستبدالها بأخرى أردنية تماماً مثلما فتح معبر القائم – البوكمال مع العراق على مصراعيه للتبادل التجاري والاقتصادي بما فيه فائدة متوازية ومحقة للبلدين وذلك سيكون تطوراً للعلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن بشكل تدريجي وخطوةً بخطوة".
وأكد مهند الحاج علي لـ"العهد" أنّ "الدولة السورية لها موقف واضح وصريح من كل الدول التي شاركت بالعدوان عليها وقالها مسبقاً السيد الرئيس بشار الأسد بأنّنا في سوريا لا ننظر إلى الخلف، ولكن كما قال السيد وزير الخارجية وليد المعلم لنا شروط سياسية أيضاً أولها الاعتراف بالإرهاب فكثير من الدول تُسوّق أن ما يحدث تحت مسمى الثورة وما إلى هنالك، وثانيها الكف عن دعم الإرهاب وإن أرادوا المساهمة بمحاربته سيكون أمراً إيجابياً، وهذه الأمور ما إن تتم من الجانب الأردني سيكون من الممكن عودة العلاقات السياسية لما كانت عليه وسيعود التمثيل الدبلوماسي وحصول زيارات سياسية ولكن هذا الأمر مرتبط بالموقف العربي بشكل عام وهو موقف خانع وذليل للولايات المتحدة ورغم ذلك أبواب دمشق مفتوحة لمن يريد القدوم لأنها قلب العروبة النابض".