الخليج والعالم
ماذا بعد كلام وزير الخارجية السوري الأخير؟
في لقاء صحفي له أمس، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنّ اللقاء مع الأمين العام للجامعة العربية في الأمم المتحدة أحمد أبو الغيط كان صدفة، واصفًا الأخير بالصديق القديم ورأى أنه أراد إحياء هذه العلاقة، مضيفا أنّ موضوع عودة سوريا للجامعة يتعلق بالدول الأعضاء وهي مرتبطة بقرار أمريكي.
واعتبر المعلم في حديثه أنّ افتتاح معبر البوكمال مع العراق تطوّر طبيعي، لكن الولايات المتحدة مازالت تعمل لمنع العمل به، وأكد من جهة ثانية أنّ النقاش حول أسس عمل اللجنة الدستورية استغرق ثمانية عشر شهرًا وهي ملكية سورية وبقيادة سورية ودور المبعوث الأممي فيها هو ميسر وليس وسيطًا مبينًا أنّ أي مشارك فيها يجب أن يعكس مصالحها لا مصالح تركيا والدول الأخرى المشغلة.
تصريحات المعلم حول معبر البوكمال والسعي الأمريكي لتعطيل عمله لم تعكس تفاؤلًا، مصدرٌ سوري مطلع قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ " المسألة هي مسألة رؤية بما يمكن أن يجري حيال معبر البوكمال، فالأمر بالنسبة للدولة السورية هو تجسيد هوية بين سوريا والعراق إضافة لما يتعلق باختراق الحصار الأمريكي والعقوبات المفروضة على سوريا، لذلك ينبّه المعلم من الدور الأمريكي القادم لأنه دور تخريبي وتدميري فواشنطن كانت تطرح مسألة عودة العلاقة السورية العراقية كخط أحمر والآن قد تم إسقاط هذا الخط بتدشين المعبر وهذا الأمر ضربة موجعة للهدف الأمريكي"، مضيفًا أنّ "المسألة تنطلق من عملية الاحتياط وواجب الحذر من الدور الأمريكي التخريبي فهذه السياسة الأمريكية لا تزال قائمة والقوات الأمريكية على أراضي سوريا لا تزال موجودة خصوصاً على الحدود جنوب البوكمال".
وبناءً على كلام المعلم الذي جاء فيه أن لا شأن للدولة السورية بما يسمى منصات الرياض والقاهرة، قال المصدر السوري المطلع إن دمشق تنظر على أنّ هناك وفدًا واحدًا للمعارضة السورية وهو ممثل في لجنة مناقشة الدستور، أما مسألة من يشغل منصات الرياض والقاهرة أو غيرهما فهذه مسألة تخص هؤلاء المعارضين وهذه قضية خارج إطار الرؤية السورية بما يتعلق بلجنة مناقشة الدستور".
وتابع المصدر حديثه لـ"العهد": "المعلم أوضح أنّ الولايات المتحدة هي التي تشغل الدول العربية، والموقف الأمريكي حيال عودة سوريا لجامعة الدول العربية واضح ومفهوم إذ سبق وأن زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الدول العربية وأعطاها الأوامر فيما يتعلق بهذا الأمر"، لافتًا أنّ "هناك الكثيرين ممن حمّلوا مصافحة المعلم بالأمين العام لجامعة الدول العربية أوجهًاً سياسية وتداعيات كثيرة، غير أن عودة سوريا للجامعة العربية لا تتمّ عن طريق المصافحة فقط".