الخليج والعالم
احتجاجات مصر تتواصل: اعتقال المئات والبورصة تهبط
اعتقال السلطات المصرية أكثر من مئتي متظاهر خلال يومين، وتتواصل المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدن مصرية وغربية عديدة، في حين قررت هذه السلطات تأجيل المحاكمات ذات الطابع السياسي خلال الأسبوع الجاري.
وقال مصدر مطلع إن المفوضية المصرية للحقوق والحريات (مجتمع مدني) وثقت اعتقال نحو 220 متظاهرا، من بينهم 34 امرأة، خلال اليوميين الماضيين على خلفية مشاركتهم في المظاهرات.
وبحسب المفوضية، فقد اعتُقل 160 متظاهرًا في القاهرة وحدها، و11 في كل من الإسكندرية والغربية.
وطالبت المفوضية في بيان السلطات بالإفراج الفوري غير المشروط عن المحتجزين، كما حملت الحكومة المصرية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم البدنية وكرامتهم الإنسانية، مؤكدة أن الاحتجاج والتظاهر السلمي حق مشروع يكفله القانون الدولي والدستور المصري، ويجب على الدولة احترام هذا الحق.
وفي السويس شمال شرق مصر اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين طالبوا برحيل السيسي.
وبحسب الوكالة الفرنسية للأنباء خرج للّيلة الثانية على التوالي، متظاهرون مناهضون للحكومة إلى الشوارع في وسط السويس، ليجدوا أنفسهم في مواجهة العديد من عناصر شرطة مكافحة الشغب، وانتشار العربات المدرّعة.
وقال متظاهر يبلغ من العمر 26 عاما لوكالة فرانس برس: "كان هناك نحو 200 شخص". وأضاف طالبًا عدم كشف هوّيته أنّ قوات الأمن "أطلقت الغاز المسيل للدموع ورصاصًا مطاطيًا وذخيرة حية. هناك جرحى".
ومنذ مساء الجمعة، تتواصل المظاهرات المطالبة برحيل السيسي، وكان من أبرزها مظاهرة حاشدة بمدينة السويس تحولت إلى اشتباكات الليلة الماضية عندما أطلقت الشرطة الغاز المدمع ورصاصا مطاطيا وذخيرة حية لتفريق المتظاهرين، وقال ناشطون إن جرحى عديدين سقطوا.
وشملت المظاهرات مدن المحلة الكبرى في محافظة الغربية، ونجع حمادي في محافظة قنا، وبورسعيد، حيث ردد المشاركون شعارات ضد نظام السيسي وتطالب بالتغيير الشامل، وردت عليهم الشرطة بحملة اعتقالات.
المظاهرات تمتد الى مدن غربية
شهدت مدن وعواصم عالمية عديدة وقفات احتجاجية نفذها مصريون دعما للمظاهرات التي شهدتها مدن مصرية عدة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط حملة اعتقالات طالت العشرات من بينهم الناشطة الحقوقية ماهينور المصري.
وفي مدينة ميلانو شمالي إيطاليا، طالب مصريون باستمرار المظاهرات في المدن المصرية حتى رحيل الرئيس السيسي عن السلطة، حسب تعبيرهم.
وفي كيب تاون في جنوب أفريقيا، نفّذ أفراد من الجالية المصرية وقفة رفعوا خلالها لافتات كتب عليها عبارات تدعم المظاهرات وتطالب برحيل الرئيس السيسي.
أما في مدينة هامبورغ الألمانية فقد نفذ مصريون وقفة احتجاجية رافعين فيها الأعلام المصرية دعما للمظاهرات ضد الرئيس السيسي.
وتظاهر عشرات المصريين أمام مقر إقامة السيسي في مدينة نيويورك، حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما نظم آخرون في واشنطن وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض لمطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف دعمه للسيسي.
ونظم عدد من أبناء الجالية المصرية في مدينة تورونتو الكندية وقفة نددوا خلالها بسياسات السيسي، كما شهدت مدينة سيدني بأستراليا وقفة مساندة للاحتجاجات في مصر.
وتظاهر عدد من أفراد الجالية المصرية أمام سفارة بلدهم في لندن، ورددوا هتافات تدعو إلى عدم عودة السيسي من رحلته الخارجية، وألقى بعضهم كلمات قالوا فيها إن المصريين يطالبون بإسقاط النظام لأنهم يريدون الحرية والعدالة والحياة الكريمة.
البورصة المصرية تشهد تراجعًا ملحوظًا
في غضون ذلك، أغلقت البورصة المصرية على هبوط ملحوظ بسبب المظاهرات عند 5.32 للمؤشر الرئيس.
وادى هبوط البورصة المصرية اليوم الأحد، بوقف التداول 30 دقيقة للمرة الأولى منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 بعد هبوط المؤشر إي.جي.اكس 100، 50%.
وجاء ذلك وسط مخاوف وقلق المتعاملين وبخاصة الأفراد بعد احتجاجات يوم الجمعة في القاهرة وعدة مدن أخرى. ورغم أن أعداد المتظاهرين لم تكن ضخمة، فقد كان هذا أول احتجاج من نوعه منذ 2016.
وبحلول الساعة 10:43 بتوقيت جرينتش، أوقفت البورصة التداولات بالسوق لمدة 30 دقيقة بعد نزول إي.جي.اكس 100 خمسة بالمئة وهبوط المؤشر الرئيسي للسوق 4.53 بالمئة إلى 14073.7 نقطة، وهو أكبر نزول يومي للمؤشر منذ أيلول/ سبتمبر 2018.
وفقدت الأسهم المصرية أكثر من 30 مليار جنيه (1.84 مليار دولار) من قيمتها السوقية وأوقفت إدارة البورصة التداول على أكثر من 100 سهم خلال المعاملات بعد نزولها أكثر من خمسة بالمئة.
ووصف عدد من المحللين رد فعل السوق بالمبالغ فيه، خاصة وسط انتهاز مؤسسات المال الأجنبية فرص مبيعات المصريين والعرب لتقوم بعمليات شراء واسعة في السوق.